الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حنن ) ( هـ ) فيه أنه كان يصلي إلى جذع في مسجده ، فلما عمل له المنبر صعد عليه ، فحن الجذع إليه ، أي نزع واشتاق . وأصل الحنين : ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عمر " لما قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط : أقتل من بين قريش ! فقال عمر - رضي الله عنه - : حن قدح ليس منها " هو مثل يضرب للرجل ينتمي إلى نسب ليس منه ، أو يدعي ما ليس منه في شيء . والقدح بالكسر : أحد سهام الميسر ، فإذا كان من غير جوهر أخواته ثم حركها المفيض بها خرج له صوت يخالف أصواتها فعرف به .

                                                          * ومنه كتاب علي - رضي الله عنه - إلى معاوية " وأما كيت وكيت ، فقد حن قدح ليس منها " .

                                                          ( س ) ومنه حديث " لا تتزوجن حنانة ولا منانة " هي التي كان لها زوج ، فهي تحن إليه وتعطف عليه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث بلال " أنه مر عليه ورقة بن نوفل وهو يعذب فقال : والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا " الحنان : الرحمة والعطف ، والحنان الرزق والبركة . أراد : لأجعلن قبره موضع حنان ، أي مظنة من رحمة الله فأتمسح به متبركا كما يتمسح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل الله من الأمم الماضية ، فيرجع ذلك عارا عليكم وسبة عند الناس . وكان ورقة على دين عيسى عليه السلام . وهلك قبيل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ; لأنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن يدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا . وفي هذا نظر ، فإن بلالا ما عذب إلا بعد أن أسلم .

                                                          ( س ) ومنه الحديث " أنه دخل على أم سلمة وعندها غلام يسمى الوليد ، فقال : اتخذتم الوليد حنانا ! غيروا اسمه " أي تتعطفون على هذا الاسم وتحبونه . وفي رواية أنه من أسماء الفراعنة ، فكره أن يسمى به .

                                                          [ ص: 453 ] ( س ) وفي حديث زيد بن عمرو بن نفيل " حنانيك يا رب " أي ارحمني رحمة بعد رحمة ، وهو من المصادر المثناة التي لا يظهر فعلها ، كلبيك وسعديك .

                                                          * في أسماء الله تعالى " الحنان " هو بتشديد النون : الرحيم بعباده ، فعال ، من الرحمة للمبالغة .

                                                          * وفيه ذكر " الحنان " هو بهذا الوزن : رمل بين مكة والمدينة له ذكر في مسير النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر .

                                                          ( س ) وفي حديث علي " إن هذه الكلاب التي لها أربعة أعين من الحن " الحن ضرب من الجن ، يقال مجنون محنون ، وهو الذي يصرع ثم يفيق زمانا . وقال ابن المسيب : الحن الكلاب السود المعينة .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن عباس " الكلاب من الحن . وهي ضعفة الجن ، فإذا غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن ، فإن لهن أنفسا " جمع نفس : أي أنها تصيب بأعينها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية