الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              - تاريخ الأدب العربي

              شهر عمر فروخ ، رحمه الله، بكتابه الذي حظى بالقبول، وقرر في كثير من الجامعات والمعاهد العربية (تاريخ الأدب العربي) الذي استخرج فيه صورة وافية للأدب العربي في كتاب واحد، من العصر الجاهلي إلى نهاية القرن التاسع للهجرة، وقد أمضـى في تأليفه نحو ثلاثين سنة (1370-1403هـ/ 1951-1983م) وهو يقرب الموضوع للدارسين والباحثين، ويبسط ذخائر الجانب الوجداني من الأدب العربي للمطالعين. [ ص: 118 ]

              يتكون الكتاب من ستة مجلدات كبار (4788 صفحة) ويتألف من مقدمات للأعصر، ومن تراجم للشعراء والأدباء والخطباء والنقاد والنحاة ومؤرخي الأدب وبعض مؤرخي الدولة، وقد بلغ مجموعهم 1213شخصا.

              ففي مقدمات الأعصر استعراض لرءوس الأحداث، حتى يكون منها إطار يوقع القارئ في نطاقه أزمان أصحاب التراجم.. واتخذ من تعاقب الدول أساسا للانتقال من عصر إلى عصر؛ لأنه أحب أن يستفيد من الوضوح في تعاقب العصور؛ ثم تكلم بعد ذلك على الفنون والخصائص الأدبية للعصر [1] .

              وقد فصل الأدب المشرقي من الأدبي المغربي، لا لأن الأدبين مختلفان، بل لأن هـذا الفصل جعل معالجة الموضوع أيسر عليه [2] .

              وأما التراجم فهي منسوقة في كل عصر نسقا تاريخيا بحسب سني الوفيات. وإن كانت سنة الوفاة ليست في بعض الأحيان أساسا صحيحا للنسق التاريخي حينما تتفاوت الأعمار، فقد تأخر لبيد بن ربيعة حتى توفي في أيام عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، بعد نفر من الخطباء والشعراء، فكان خليقا أن يأتي في النسق وراءهم، ولكن عمر فروخ ، رحمه الله، رفعه إلى العصر الجاهلي، حرصا على وحدة الخصائص الأدبية، غير أنه أخر الخنساء إلى الإسلام، وإن كان خصائص رثائها لأخويها اللذين ماتا في الجاهلية جاهلية [3] . [ ص: 119 ]

              وقسم كل ترجمة إلى أربعة أقسام: حياة الأديب، خصائصه، المختار من آثاره، المصادر والمراجع لدراسته.

              أما حياة صاحب الترجمة، فقد حرص فيها على أن تكون جامعة؛ لأن لأحداث حياة الإنسان أثرا ظاهرا في سلوكه ونتاجه، على أنه لم يتأت له أن تكون جـميع التراجم في قسمها التاريخي على مسـتوى واحد من البسط أو التحقيق.

              وأما القسم الثاني من الترجمة، ففيه خصائص الأديب الفنية والأدبية، وفنونه، واستعراض آثاره، سواء أكانت مطبوعة أم مخطوطة، بقدر الإمكان.

              وتأتي المختارات من آثار الأديب في القسم الثالث، معتمدا في الاختيار ثلاثة أسس: جودة المختار، وتمثيله لآثار الأديب المتنوعة، ثم شهرة ذلك المختار.

              بعدئذ شرح معظم هـذه المختارات شرحا وافيا، حيث الحاجة إلى الشرح الوافي ضرورة لا بد منها، معللا بأن الشرح الوافي معناه الشرح اللغوي متلوا بالشرح الأدبي ( في تبيان أوجه البلاغة) فالشرح اللغوي وحده لا يبدي أحيانا شيئا من غرض الشاعر.

              وفي المكان الرابع من الترجمة، يورد المصادر والمراجع المتعلقة بصاحب الترجمة مباشرة [4] .

              وقد حفز عمر فروخ ، رحمه الله، إلى تأليف هـذا الكتاب حافزان أساسيان: [ ص: 120 ]

              أولهما: أن يكون فيه منهاج عربي خالص، لا يأخذ من المنهاج الفرنجي إلا ما نقص من المنهاج العربي، ثم كان ذا قيمة صحيحة في دراسة أدبنا.

              ثانيهما: الإيجاز في استنطاق المصادر، فلو أنه أطلق لقلمه العنان في تقليب الألفاظ على وجوهها المختلفة –كما يقول- لوصل إلى الصفحة الأولى بعد الألف قبل أن يغادر خيام الشعراء الأوائل في الجاهلية [5] .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية