الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              - العروبة والإسلام

              يرى عمر فروخ ، رحمه الله، أن العروبة جزء من الإسلام، بل هـي نتاج الإسلام، فالإسلام هـو الحركة التي جمعت العرب كلهم على إيمان واحد. ولولا الإسلام لجاز أن يكون العرب قد بقوا كما كانوا في الجاهلية: قيسا ويمنا ، ربيعة ومضرا ، بكرا وتغلب .. ولولا الإسلام لجاز أن يكون العرب قد بقوا في شبه جزيرتهم قبائل متفرقة، لا قدر لها في تاريخ الحضارة الإنسانية، فللإسلام على العرب فضل توحيدهم وفضل إطلاقهم في معارج الحضارة وفي الحياة الإنسانية. [ ص: 73 ]

              ويرى أيضا أن الأمة لا تستطيع أن تؤدي رسالة إلا إذا كانت منظمة تنظيما محكما، فالجهود المتفرقة لا تحدث بعدها أثرا. إن العرب لما كانوا متفرقين كان بعضهم وبالا على بعض، ولم يكن لهم من معنى الأمة شيء. ولما جاء الإسلام ونظمهم ووحد صفوفم استطاعوا أن يصبحوا ذوي رسالة وذوي حضارة [1] .

              - القومية الحزبية

              إلا أنه يرى أن القومية الحزبية تنحو منحى الإلحاد، وأن دعاة القومية الحزبية يقاومون الدين، وأن جميع الذين يسقطون الدين من حساب القومية متهاونون في أمور الشرع كلها.. ويذهب إلى القول: بأن الدين في القومية عنصر روحي، وأنه لا بد في القومية، وفي كل حركة، وفي كل فلسفة، من عنصر روحي، يقل مقداره أو يكثر. بل إنه لا يمكن للقوميات الكبرى أن تفهم إحداها مجردة من عنصرها الروحي، من الدين الذي رافق نشوءها. فنحن لا نفهم الحضارة البيزنطية إذا أسـقطنا منها المذهب الأرثوذكسي، ولا نفهم تاريخ إنكلترا الحديث أو تاريخ الولايات المتحدة الأميريكية إذا أهملنا المذهب البروتستانتي [2] .

              ويصف دعاة الحزبية هـؤلاء بأنهم: «يسلكون مسلكا حزبيا لا مسلكا فلسفيا. إنهم يحكمون على الأمور بما يحبون وما لا يحبون، وبـما يريدون [ ص: 74 ]

              وما لا يريدون. إنهم لا ينظرون إلى العناصر والعوامل التي تتألف منها القومية. وماذا يبقى من القومية -أو من كل حركة- إذا أغفلنا العامل الروحي فيها؟» [3]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية