الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              - أسلوبه

              كان عمر ، رحمه الله، واضح التعبير، يتميز أسلوبه بحسن السبك وقوة الأسر، وكان متأثرا بالقرآن، ودونك أمثلة كاشفة تكشف عن تأثره بالقرآن الكريم:

              1- قال: «إلى الذين ردوا الاطمئنان إلى قلوب العرب بعد أن زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر» [1] وهذا من قوله تعالى: ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ) (الأحزاب:10) .

              2- قال من قصيدة:

              «بعروة منك وثقى لا انفصام لها» [2] وهذا اقتباس من قولـه تعالى: ( فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ) (البقرة:256) .

              3- وكتب: «... لأنهم كانوا أضعافا لا يستطيعون ضربا في الأرض، ولا يجدون ما يحلمهم بمثل تلك السرعة... » [3] وهو من قوله تعالى: ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض ) (البقرة:273) . [ ص: 49 ]

              4- وكتب: «... فتجد نفسك في باحة قد ازينت وأخذت زخرفها» [4] ، وهذا من قوله تعالى:

              ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت ) (يونس:24) .

              5- وقال: «فألقينا بين يديه معاذيره» [5] ،

              وهو من قوله تعالى: ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ) (القيامة:14- 15) .

              6- قال: «ولقد أصابني من ذلك مرة وابل ومرة طل» [6] .

              وهذا من قولـه تعالى: ( كمثل جنة بربوة أصابها وابل ) ( البقرة:265) .

              7- كتب: «اللهم لا تجعلنا من الذين شهدوا على أنفسهم، ولا من الذين إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم».

              وهذا إشارة إلى قوله تعالى: ( وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ) ( الأنعام:130) ،

              وقوله: ( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ) (الزمر:45) . [ ص: 50 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية