الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              نشأته وتعلمه

              - نشأته

              نشأ عمر ، رحمه الله، في بيت فيه علم وفيه مكتبة -على قله مثل هـذا البيت في بيروت خاصة؛ وقديما قالوا: بيروت مقبرة العلماء- كان جده وأبوه وعماه وعمتاه يقرأون ويكتبون -على قلة مثل ذلك بين المسلمين في القرن التاسع عشر- وكان في بيت أسرته ثلاث لغات متقنة -العربية، والتركية، والفرنسية- ثم لغتان ملموحتان (الإنكليزية والألمانية) .

              تعلم من جده لأبيه الصلاة وقراءة القرآن والسباحة وشراء أغراض البيت من السوق.. وتعلم من والده السير الصحيح في طريق الحياة. وكان عمه حسن وعمته هـند يشرفان على مراجعة دروسه في البيت، وتعلم من عمه حسن –فيما تعلم- هـذه القاعدة الاجتماعية: لا تعمل في الغربة عملا لم تعمل مثله وأنت في بيروت. وتعلم من عمه حسين -فيما تعلم- هـذه القاعدة: الاقتصاد الصحيح أن تنفق في ما تحتاج إليه كل مبلغ مهما يكن كبيرا، وإياك أن تشتري شيئا لا تحتاج إليه مهما يكن ثمنه متدنيا. [1]

              وبين عمر، رحمه الله، أن البيت هـو المدرسة الأولى، وأن الأم هـي الأستاذ الأول في حياة كل طفل، وأن الأعمام والعمات والأخوال والخالات والأجداد والجدات والجيران والزوار والرفاق والأصدقاء يؤلفون المدرسة الكبرى، التي يبدأ [ ص: 24 ] كل طفل بتلقي دروسه فيها. فهؤلاء أشد تأثيرا في نفس الطفل الغضة من الأساتذة، الذين يجلس أمامهم طوعا أو كرها على مقاعد المدرسة [2]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية