الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              عمر فروخ (رحمه الله) في خدمة الإسلام

              الأستاذ / أحمد العلاونة

              الفرق بين أبطال المسلمين وقادة الغرب

              يرى عمر فروخ ، رحمه الله، أن القادة الكبار العباقرة، حقا وصدقا، منذ كان العالم إلى اليوم وإلى ما بعد اليوم، هـم خالد بن الوليد ، وأبو عبيدة ، وسعد بن أبي وقاص ، رضي الله عنهم ، ومحمـد بن القاسـم ، وموسى ابن نصير ، وصلاح الدين الأيوبي ، والظاهر بيبرس ، ومحمد الفاتح ، وأمثالهم من الذين فتحوا البلاد شرقا وغربا، ثم بقيت آثارهم في السياسة وفي الحضارة ظاهرة فيما عملوا؛ ذلك لأنهم لم يقوموا بما قاموا به اندفاعا من طموحهم وغرورهم، بل لأنهم كانوا يلمحون مثلا أعلى فرجوا تحقيقه، وكانوا يرون حقا مهضوما فأرادوا أن يدافعوا عنه. إن هـؤلاء كانوا معالم في موكب التاريخ الإنساني، ساروا فيه على هـدى وبصيرة، فأصبحوا بأعمالهم جزءا من تراث الإنسانية كلها. [1]

              أما الذين كانوا مثل الإسكندر المقدوني ونابليون في القدماء، ثم هـتلر وموسوليني في المعاصرين لنا، فيرى أنهم كانوا عباقرة؛ لأنهم فعلوا في الزمن الأقصر ما لم يستطع كثيرون أن يفعلوه في الزمن الأطول، ولكنهم ليسوا عباقرة في فنـي الجندية والحكم؛ لأنهم قدموا على مذبح طموحهم وغرورهم تضحيات كبارا كثارا، ثم لم يحدثوا سوى تبديل جغرافي قصير عمره –على سعة مداه- قليل ظله، هـذا إذا لم نذكر الأسى الذي أدخلوه على النفوس الإنسانية بين أبناء قومهم وبين غير أبناء قومهم [2] [ ص: 148 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية