الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              عمر فروخ (رحمه الله) في خدمة الإسلام

              الأستاذ / أحمد العلاونة

              - أثر عمر فروخ في الجامعة الأمريكية

              كان لعمر فروخ ، رحمه الله، في الجامعة الأمريكية صولات وجولات، سواء على الصعيد العلمي أم على الصعيد السياسي الاجتماعي والديني، فقد رفض منذ شبابه تسخير العلم للاستعمار أو للتبشير ، إذ تبين له بأن المسئولين في الجامعة يريدون عبر العلم استقطاب الطلبة المسلمين لتنصيرهم، أو على الأقل إبعادهم عن الإسلام. فكان يرفض المساس بدينه، واستهانة العلم وجعله واسطة خبيثة في سبيل الوصول إلى غايات لا تمت إلى العلم بصلة. وعندما حاول أساتذته وإدارة الجامعة إقناعه بدخول الكنيسة والقبول بتلقي دروس الدين البـروتستاني... رفض؛ وأوضـح بأن هـذه الأساليب لا يمكن أن تنفع معه ولا مع الدكتور مصطفى الخالدي ، ولا الدكتور زكي النقاش ، ولا الدكتور صبحي المحمصاني ، ولا مع بقية زملائه الآخرين. لذا وبعد إصرار عمر على موقفه، اتخذ رئيس الجامعة الأمريكية قرارا سمح فيه للطلبة المسلمين بعدم حضور الدروس الدينية، والاستعاضة عنها بالدروس الأخلاقية والتربية المدنية.. وما تزال هـذه المادة تعطى الآن في الجامعة الأمريكية، وذلك بتأثير من عمر فروخ وصموده وتمسكه بمبادئه وعقيدته. [1] .

              ومع أنه يذكر أن الجامعـة الأمريكية أنشئت لغايات تبشيرية، إلا أنه يذكر أن هـذا كله لا ينسـينا الأعمال العظيمـة التي عمـلتها الجامعة، [ ص: 60 ] ولا الرجال الذين نثرتهم في العالم نجوما للسائرين، وعلماء وأدباء، ولكنه كان يحب أن لو كانت تلك الأعمال خالصة من غاية لم يبق لها اليوم قيمة في عالم العقل والقومية. [2] .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية