الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              عمر فروخ (رحمه الله) في خدمة الإسلام

              الأستاذ / أحمد العلاونة

              - رأيه في الشهادات الجامعية

              كان يرى أن الشهادات الجامعية لا فائدة منها في نفسها، إنها مفاتيح يفتح لحامليها درب الحياة، وبعدئذ تصبح هـذه المفاتيح لا قيمة لها ولا عمل. [1]

              وكان يراها لا تدل على علم، فقد عد من أسباب التخلف العلمي في العرب أشخاصا يحملون أوراقا تسمى شهادات، ولكن لا تلمح فرقا في حامليها بينهم يوم يتناولونها في آخر العام المدرسي الأخير، وبينهم يوم دخلوا الجامعة في أول عامها الأول. [2] [ ص: 54 ]

              بل عد بعضها وسيلة من وسائل الاستعمار، تعطى لنفر منا، ثم تطلق أيديهم في حضارتنا وثقافتنا، ليخربوا حضارة قومنا وثقافة قومنا بأيديهم، ويتولى «تخريج» هـؤلاء النفر مسـتشرقون، قال فيهم: «نعرف كتبهم فلا يستحقون بها شهادة عادية». [3]

              وقال عما رآه في الجامعات: «لقد تغير الزمن كما يقولون.. لا، إن الزمن لا يتغير، لقد فسدوا وما فسد الزمان.. أنا أمر الآن ببيروت [4] بثلاث جامعات لا تكاد ترى تلميذا إلا وهو يأكل أو يشرب أو يدخن، أو ترى يده في يد تلميذة، فمتى يدرسون؟» [5]

              ومما له صلة بهذا، أنه كان يرى البراعة في العلم ليست قائمة على الذكاء فقط، ولكنها قائمة أيضا على الجهد وعلى السعي والمثابرة، فالبارع في عمل ما إذا انقطـع مدة عن ممارسـة ذلك العمل قلت براعته فيه، وربما بطلت أيضا. [6]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية