الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              /14 - الكتب المدرسية /218/14

              امتدت جهود عمر فروخ ، رحمه الله، في خدمة العربية إلى الكتاب المدرسي، فقد وضع للمرحلة الثانوية في لبنان ثلاثة كتب كان لها أثر كبير في الطلاب على مدى سنوات طويلة: « المنهاج في الأدب العربي» ثلاثة أجزاء؛ و «المنهاج الجديد في الأدب العربي» جزآن؛ و «النحو الثانوي» جزآن، والأخير بالاشتراك مع منير البعلبكي ونبيه حجاب .

              أما الأولان فإنهما، وإن كانت الغاية الأساسية منهما أن يكونا دليلين بين أيدي طلاب الثانوية (البكالوريا) اللبنانية، فإنهما بنيا على أساس علمي، وصيغت تعابيرهما بصورة دقيقة، وجاءت أحكامهما معتدلة مبنية على أقوال النقاد العرب، مع الاستفادة من طريق التأليف التي عرفها الغرب في هـذا الميدان. ولم يعمد إلى أن يجعل الكتابين شاملين لجميع مظاهر الأدب العربي ولجميع أعلامه، لأنهما كتابان مدرسيان، ولكنه كثيرا ما استوفى البحث هـنا وهناك قاصدا أن يسدي خدمة لغير طلبة المدارس [1] .

              والسنة التي اتبعها فيهما: الإيجاز، والدقة، والوضوح، مع العناية بالنص وما يقول النص، ومع الاسـتغناء ما أمكن عن التعـليق الشخصي، الذي لا يزيد النص وضوحا ولا التلميذ أو القارئ معرفة [2] [ ص: 123 ]

              ولا أدري لم يستهين الناس بالكتب المدرسية ولا يلقون لها بالا، وينسون أهميتها، فهي التي تنشز عظم الطالب، وتنبت لحمه، وعليها يحيا ويتعلم، وبـها يبني علمه ويرسـخه؛ وهيهات أن ينسى الإنسان خطأ لفظ أو معلومة تلقاهما في المدارس، ومازال الناس يرددون «العلم في الصغر كالنقش على الحجر، والعلم في الكبر كالنقش في الكدر».

              التالي السابق


              الخدمات العلمية