الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              - نفي نبوة المتنبي

              النبوة في حياة المتنبي هـي من أبرز الحوادث في تاريخه، وكانت موضع خلاف وتخليط، وخلص عمر فروخ ، رحمه الله، للقول: بأن النبوة تهمة باطلة، رماه بها والي حمص من قبل الإخشيديين ، وسبب هـذا أن المتنبي طمح بعد وفاة والده إلى شيء من النفوذ لنيل ولاية، وتحصيل عيش رغد، فأثار في نواحي حمص فتنة بين الأعراب، ودعاهم إلى الامتناع عن دفع الضرائب –وليس أحب إلى البدو من مثل هـذه الدعوة- فاتهم بالتنبؤ، وهي تهمة كانت شائعة في ذلك الحين، ثم ألقي في السجن، ولقد كان هـو يكره هـذا اللقب.

              غير أن عمر فروخ، رحمه الله، يذكر أن لاتهام أبي الطيب بالتنبؤ سندا ظاهرا، وهو أن أبا الطيب لما أراد استمالة البدو في بادية حمص كان يزجر لهم المطر [1] ، أو يتنسم لهم الأخبار، ثم يخبرهم بها قبل انتشارها [2] . ومهما يكن من أمر، فليس في هـذا الخبر دليل على أن المتنبي ادعى النبوة. [ ص: 128 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية