الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) كره ( بيع الحاضر للبادي ) وهذا ( في حالة قحط وعوز وإلا لا ) لانعدام الضرر ، قيل الحاضر المالك والبادي المشتري والأصح كما في المجتبى أنهما السمسار والبائع لموافقته آخر الحديث { دعوا الناس يرزق بعضهم بعضا } [ ص: 103 ] ولذا عدي باللام لا بمن .

التالي السابق


( قوله وبيع الحاضر للبادي ) لحديث الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتلقى الركبان وأن يبيع حاضر لباد } قال : قلت لابن عباس : ما قوله حاضر لباد ؟ قال : لا يكون له سمسارا فتح . والحاضر من كان من أهل الحضر خلاف البدو " فالبادي من كان من أهل البادية أي البرية ، ويقال حضري وبدوي نسبة إلى الحضور والبدو ( قوله في حالة قحط وعوز ) القحط : انقطاع المطر . والعوز : بتحريك الواو الحاجة . قال في المصباح : عوز الشيء عوزا من باب تعب عز فلم يوجد ، وعزت الشيء أعوزه من باب قال احتجت إليه فلم أجده ( قوله قيل الحاضر المالك إلخ ) مشى عليه في الهداية حيث قال : وهو أن يبيع من أهل البدو طمعا في الثمن الغالي لما فيه الإضرار بهم . ا هـ ، أي بأهل البلد . قال الخير الرملي : ويشهد لصحة هذا التفسير ما في الفصول العمادية عن أبي يوسف : لو أن أعرابا قدموا الكوفة وأرادوا أن يمتاروا منها ويضر ذلك بأهل الكوفة قال امنعهم عن ذلك ، قال : ألا ترى أن أهل البلدة يمنعون عن الشراء للحكرة فهذا أولى . ا هـ ( قوله والأصح أنهما السمسار والبائع ) بأن يصير الحاضر سمسارا للبادي البائع . قال في الفتح الحلواني : هو أن يمنع السمسار الحاضر القروي من البيع ويقول له : لا تبع أنت أنا أعلم بذلك فيتوكل له ويبيع ويغالي ، ولو تركه يبيع بنفسه لرخصه على الناس ( قوله لموافقته آخر الحديث ) والموافقة لتفسير راوي الحديث كما قدمناه عن الصحيحين ( قوله { دعوا الناس يرزق بعضهم بعضا } ) كذا في البحر . والذي في الفتح { دعوا الناس [ ص: 103 ] يرزق الله بعضهم من بعض } " ونقل الخير الرملي عن ابن حجر الهيثمي أن بعضهم : زاد { دعوا الناس في غفلاتهم } ونسبه لمسلم ، قال : وهو غلط لا وجود لهذه الزيادة في مسلم ، بل ولا في كتب الحديث كما قضى به سبر ما بأيدي الناس منها . ا هـ ( قوله ولذا عدي باللام لا بمن ) هذا مرجح آخر للتفسير الثاني ، فإن اللام في أن يبيع حاضر لباد تكون على حقيقتها وهي التعليل : أما على التفسير الأول تكون بمعنى من أو زائدة ; لأنه يقال بعت الثوب من زيد . قال في المصباح ، وربما دخلت اللام مكان من ; يقال بعتك الشيء وبعته لك فاللام زائدة زيادتها في قوله تعالى { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت } والأصل بوأنا إبراهيم .




الخدمات العلمية