[ ص: 42 ] ذكر مسير ابن مقلة إلى الموصل ، وما كان بينه وبين ناصر الدولة
لما قتل ناصر الدولة عمه أبا العلاء واتصل خبره بالراضي ، عظم ذلك عليه وأنكره ، وأمر ابن مقلة بالمسير إلى الموصل ، فسار إليها في العساكر في شعبان ، فلما قاربها ، رحل عنها ، ودخل ناصر الدولة بن حمدان الزوزان ، وتبعه الوزير إلى جبل التنين ، ثم عاد عنه وأقام بالموصل يجبي مالها .
ولما طال مقامه بالموصل ، احتال بعض أصحاب ابن حمدان على ولد الوزير ، وكان ينوب عنه في الوزارة ببغداذ ، فبذل له عشرة آلاف دينار ليكتب إلى أبيه يستدعيه ، فكتب إليه يقول : إن الأمور بالحضرة قد اختلت ، وإن تأخر لم يأمن حدوث ما يبطل به أمرهم ، فانزعج الوزير لذلك ، واستعمل على الموصل علي بن خلف بن طياب وماكرد الديلمي ، وهو من الساجية ، وانحدر إلى بغداذ منتصف شوال .
فلما فارق الموصل ، عاد إليها ، فاقتتل هو ناصر الدولة بن حمدان وماكرد الديلمي ، فانهزم ابن حمدان ، ثم عاد وجمع عسكرا آخر ، فالتقوا على نصيبين في ذي الحجة ، فانهزم ماكرد إلى الرقة ، وانحدر منها إلى بغداذ ، وانحدر أيضا ابن طياب ، واستولى ابن حمدان على الموصل والبلاد ، وكتب إلى الخليفة يسأله الصفح ، وأن يضمن البلاد ، فأجيب إلى ذلك واستقرت البلاد عليه .