الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر خروج سليمان عليه أيضا

ولما قتل ابن عبد الجبار هشام بن سليمان بن ناصر وانهزم أصحابه ، انهزم معهم سليمان بن الحاكم بن سليمان بن ناصر ، وهو ابن أخي هشام المقتول ، فبايعه أصحاب عمه ، وأكثرهم البربر ، بعد الوقعة بيومين ، ولقبوه المستعين بالله ، ثم لقب بالظاهر بالله ، وساروا إلى النصارى فصالحوهم واستنجدوهم وأنجدوهم ، وساروا معهم إلى قرطبة ، فاقتتلوا هم وابن عبد الجبار بقنتيج ، وهي الوقعة المشهورة غزوا فيها وقتل ما لا يحصى ، فانهزم ابن عبد الجبار ، وتحصن بقصر قرطبة ، ودخل سليمان البلد ، وحصره في القصر .

فلما رأى ابن عبد الجبار ما نزل به أظهر المؤيد ظنا منه أنه ( يخلع هو وسليمان ويرجع الأمر إلى المؤيد ، فلم يوافقه أحد ظنا منهم أن ) المؤيد قد مات . فلما أعياه [ ص: 352 ] الأمر احتال في الهرب ، فهرب سرا واختفى ، ودخل سليمان القصر ، وبايعه الناس بالخلافة في شوال سنة أربعمائة ، وبقي بقرطبة أياما ، وكان عدة القتلى بقنتيج نحو خمسة وثلاثين ألفا ، وأغار البربر والروم على قرطبة فنهبوا وسبوا وأسروا عددا عظيما .

التالي السابق


الخدمات العلمية