ذكر هشام بن سليمان عليه خروج
لما استوحش أهل الأندلس من ابن عبد الجبار ، وأبغضوه ، قصدوا هشام بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر لدين الله ، فأخرجوه من داره ، وبايعوه ، فتلقب بالرشيد ، وذلك لأربع بقين من شوال سنة تسع وتسعين [ وثلاثمائة ] ، واجتمعوا بظاهر قرطبة ، وحصروا ابن عبد الجبار ، وترددت الرسل بينهم ليخلع ابن عبد الجبار من الملك على أن يؤمنه وأهله ( وجميع أصحابه ) .
ثم إن ابن عبد الجبار جمع أصحابه وخرج إليهم فقاتلهم ، فانهزم هشام وأصحابه ، وأخذ هشام أسيرا فقتله ابن عبد الجبار ، وقتل معه عدة من قواده ، استقر أمر ابن عبد الجبار ، وكان عم هشام .