ذكر بالأندلس الفتنة
وفي هذه السنة عصى أمية بن إسحاق بمدينة شنترين ، على عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس .
وسبب ذلك أنه كان له أخ اسمه أحمد ، وكان وزيرا لعبد الرحمن ، فقتله عبد الرحمن ، وكان أمية بشنترين ، فلما بلغه ذلك عصى فيها ، والتجأ إلى ردمير ملك الجلالقة ، ودله على عورات المسلمين ، ثم خرج أمية في بعض الأيام يتصيد ، فمنعه أصحابه من دخول البلد ، فسار إلى ردمير فاستوزره .
وغزا عبد الرحمن بلاد الجلالقة ، ( فالتقى هو وردمير هذه السنة ، فانهزمت الجلالقة ) ، وقتل منهم خلق كثير ، وحصرهم عبد الرحمن .
ثم إن الجلالقة خرجوا عليه وظفروا به وبالمسلمين ، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وأراد اتباعهم ، فمنعه أمية وخوفه المسلمين ( ورغبه في الخزائن والغنيمة .
وعاد عبد الرحمن بعد هذه الوقعة ، فجهز الجيوش إلى بلاد الجلالقة ، فألحوا عليهم بالغارات ، وقتلوا منهم أضعاف ما قتلوا من المسلمين ) ، ثم إن أمية استأمن إلى عبد الرحمن ، فأكرمه .