ذكر عدة حوادث
في هذه السنة في المحرم وصل إلى معز الدولة بن بويه البصرة ، فحارب البريديين ، وأقام عليهم مدة ، ثم استأمن جماعة من قواده إلى البريديين ، فاستوحش من الباقين ، فانصرف عنهم .
وفيها تزوج الأمير أبو منصور بن المتقي لله بابنة ناصر الدولة بن حمدان ، وكان الصداق ألف ألف درهم ، والحمل مائة ألف دينار .
وفيها قبض ناصر الدولة على الوزير ، ورتب مكانه أبي إسحاق القراريطي أبا العباس أحمد بن عبد الله الأصبهاني في رجب ، وكان أبو عبد الله الكوفي هو الذي يدبر الأمور ، وكانت وزارة القراريطي ثمانية أشهر وستة عشر يوما ، وكان ناصر الدولة ينظر في قصص الناس وتقام الحدود بين يديه ، ويفعل ما يفعل صاحب الشرطة .
[ ص: 122 ] وفيها كانت الزلزلة المشهورة بناحية نسا ( من خراسان ) ، فخربت قرى كثيرة ، ومات تحت الهدم عالم عظيم ، وكانت عظيمة جدا .
وفيها استقدم الأمير نوح محمد بن أحمد النسفي البردهي ، وكان قد طعن فيه عنده ، فقتله وصلبه ، فسرق من الجذع ، ولم يعلم من سرقه .
وفيها استوزر المتقي لله أبا الحسين بن مقلة ثامن شهر رمضان ، بعد إصعاد ناصر الدولة من بغداذ إلى الموصل ، وقبل إصعاد أخيه سيف الدولة من واسط إلى بغداد .
وفيها أرسل ملك الروم إلى المتقي لله يطلب منديلا ، زعم أن المسيح مسح به وجهه ، فصارت صورة وجهه فيه ، وأنه في بيعة الرها . وذكر أنه إن أرسل المنديل ، أطلق عددا كثيرا من أسارى المسلمين ، فأحضر المتقي لله القضاة والفقهاء ، واستفتاهم فاختلفوا ، فبعض رأى تسليمه إلى الملك وإطلاق الأسرى ، وبعض قال : إن هذا المنديل لم يزل من قديم الدهر في بلاد الإسلام لم يطلبه ملك من ملوك الروم ، وفي دفعه إليهم غضاضة .
وكان في الجماعة علي بن عيسى الوزير ، فقال : إن خلاص المسلمين من الأسر ومن الضر والضنك الذي هم فيه أولى من حفظ هذا المنديل ، فأمر الخليفة بتسليمه إليهم ، وإطلاق الأسرى ، ففعل ذلك وأرسل إلى الملك من يتسلم الأسرى من بلاد الروم ، فأطلقوا .