ذكر ناصر الدولة بن حمدان القبض على
في هذه السنة قبض على أبيه ، وحبسه في القلعة ، ليلة السبت لست بقين من جمادى الأولى . أبو تغلب بن ناصر الدولة
وكان سبب قبضه أنه كان قد كبر وساءت أخلاقه ، وضيق على أولاده وأصحابه ، وخالفهم في أغراضهم للمصلحة ، فضجروا منه .
وكان فيما خالفهم فيه أنه لما مات معز الدولة عزم أولاده على قصد العراق وأخذه من بختيار ، فنهاهم وقال لهم : إن معز الدولة قد خلف مالا يستظهر به ابنه عليكم ، فاصبروا حتى يفرق ما عنده من المال ، ثم اقصدوه وفرقوا الأموال ، فإنكم تظفرون به لا محالة ، فوثب عليه أبو تغلب ، فقبضه ، ورفعه إلى القلعة ، ووكل به من يخدمه ، ( ويقوم بحاجاته وما يحتاج إليه ) .
فلما فعل ذلك خالفه بعض إخوته ، وانتشر أمرهم الذي كان يجمعهم ، وصار قصاراهم حفظ ما في أيديهم ، واحتاج أبو تغلب إلى مداراة عز الدولة بختيار ، وتجديد [ ص: 271 ] عقد الضمان ليحتج بذلك على إخوته ، ومن خلفه ، فضمنه البلاد بألف ألف ومائتي ألف درهم كل سنة .