[ ص: 296 ] ذكر عمران بن شاهين حصر
في هذه السنة ، في شوال ، انحدر بختيار إلى محاصرة ، فأقام عمران بن شاهين بواسط يتصيد شهرا ، ثم أمر وزيره أبا الفضل أن ينحدر إلى الجامدة ، وطفوف البطيحة ، وبنى أمره على أن يسد أفواه الأنهار ومجاري المياه إلى البطيحة ، ويردها إلى دجلة والفاروث ، وربع طير ، فبنى المسنيات التي يمكن السلوك عليها إلى العراق ، فطالت الأيام ، وزادت دجلة فخربت ما عملوه .
وانتقل عمران إلى معقل آخر من معاقل البطيحة ونقل كل ماله إليه ، فلما نقصت المياه ، واستقامت الطرق ، وجدوا مكان فارغا ، فطالت الأيام ، وضجر الناس من المقام ، وكرهوا تلك الأرض من الحر ، والبق ، والضفادع ، وانقطاع المواد التي ألفوها ، وشغب الجند على الوزير ، وشتموه ، وأبوا أن يقيموا ، فاضطر بخيتار إلى مصالحة عمران بن شاهين عمران على مال يأخذه منه .
وكان عمران قد خافه في الأول ، وبذل له خمسة آلاف ألف درهم ، فلما رأى اضطراب أمر بختيار بذل ألفي ألف درهم في نجوم ، ولم يسلم إليهم رهائن ، ولا حلف لهم على تأدية المال ، ولما رحل العسكر تخطف عمران أطراف الناس فغنم منهم ، وفسد عسكر بختيار ، وزالت عنهم الطاعة والهيبة ، ووصل بختيار إلى بغداذ في رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة .