ذكر أبي علي سيمجور وموته قبض
لما حصل أبو علي عند مأمون بن محمد بالجرجانية كتب إلى الأمير نوح يشفع فيه ، ويسأل الصفح عنه ، فأجيب إلى ذلك ، وأمر أبا علي بالمسير إلى بخارى ، فسار إليها فيمن بقي معه من أهله وأصحابه ، فلما بلغوا بخارى لقيهم الأمراء والعساكر ، فلما دخلوا على الأمير نوح أمر بالقبض عليهم .
[ ص: 469 ] وبلغ سبكتكتين أن ابن عزير ، وزير الأمير نوح ، يسعى في خلاص أبي علي ، فأرسل إليه ( يطلب أبا علي إليه ) ، فحبسه ، فمات في حبسه سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، وكان ذلك خاتمة أمره ، ( وآخر حال ) بيت سيمجور جزاء لكفران إحسان مولاهم ، فتبارك الحي الدائم الباقي الذي لا يزول ملكه .
وكان ابنه أبو الحسن قد لحق بفخر الدولة بن بويه ، فأحسن إليه وأكرمه ، فسار عنه سرا إلى خراسان لهوى كان له بها ، وظن أن أمره يخفى ، فظهر حاله ، فأخذ أسيرا وسجن عند والده .
وأما أبو القاسم أخو أبي علي فإنه أقام في خدمة سبكتكين مدة يسيرة ، ثم ظهر منه خلاف الطاعة ، وقصد نيسابور ، فلم يتم له ما أراد ، وعاد إليه ، فهرب منه وقصد محمود بن سبكتكين فخر الدولة وبقي عنده ، وسيرد باقي أخباره ، إن شاء الله تعالى .