ذكر مجد الدولة وعوده إلى ملكه القبض على
في هذه السنة قبضت والدة مجد الدولة بن فخر الدولة بن بويه ، صاحب الري وبلد الجبل عليه .
وكان سبب ذلك أن الحكم كان إليها في جميع أعمال ابنها ، فلما وزر له [ ص: 555 ] الخطير أبو علي بن علي بن القاسم استمال الأمراء ، ووضعهم عليها ، والشكوى عليها ، وخوف ابنها منها ، فصار كالمحجور عليه . فخرجت من الري إلى القلعة فوضع عليها من يحفظها ، فعملت الحيلة حتى هربت إلى بدر بن حسنويه ، واستعانت به في ردها إلى الري .
وجاءها ولدها شمس الدولة ، وعساكر همذان ، وسار معها بدر إلى الري فحصروها ، وجرى بين الفريقين قتال كثير مدة ، ثم استظهر بدر ، ودخل البلد ، وأسر مجد الدولة ، فقيدته والدته وسجنته بالقلعة ، وأجلست أخاه شمس الدولة في الملك وصار الأمر إليها .
وعاد بدر إلى بلده ، وبقي شمس الدولة في الملك نحو سنة ، فرأت والدته منه تنكرا وتغيرا ، وأن أخاه مجد الدولة ألين عريكة ، وأسلم جانبا ، فأعادته إلى الملك ، وسار شمس الدولة إلى همذان ، وكره بدر هذه الحالة إلا أنه اشتغل بولده هلال عن الحركة فيها ، وصارت هي تدبر الأمر ، وتسمع رسائل الملوك ، وتعطي الأجوبة .
وأرسل شمس الدولة إلى بدر يستمده ، فسير إليه جندا ، فأخذهم وسار بهم إلى قم ، فحصروها ، فمنعها أهلها . ثم إن العساكر دخلوا طرفا منها واشتغلوا بالنهب ، فأكب عليهم العامة وقتلوا منهم نحو سبعمائة رجل ، وانهزم الباقون إلى معسكرهم ، ثم قبض هلال بن بدر على أبيه ، فتفرق ذلك الجمع كله .