ذكر علي بن حمود العلوي قتل
فلما كان في ذي القعدة سنة ثمان وأربعمائة ، تجهز ( علي بن حمود ) ، للمسير إلى جيان لقتال من بها من عسكر خيران ، فلما كان الثامن والعشرون منه برزت العساكر إلى ظاهر قرطبة بالبنود والطبول ، ووقفوا ينتظرون خروجه ، فدخل الحمام ومعه غلمانه ، فقتلوه ، فلما طال على الناس انتظاره بحثوا عن أمره ، فدخلوا عليه ، فرأوه مقتولا ، فعاد العسكر إلى البلد .
وكان لقبه المتوكل على الله ، وقيل الناصر لدين الله ، كان أسمر ، أعين ، أكحل ، خفيف الجسم ، طويل القامة ، حازما ، عازما ، عادلا ، حسن السيرة ، وكان قد عزم على أن يعيد إلى أهل قرطبة أموالهم التي أخذها البربر ، فلم تطل أيامه ، وكان يحب المدح ، ويجزل العطاء عليه .
ثم ولي بعده أخوه القاسم ، وهو أكبر من علي بعدة أعوام ، وكان عمر علي ثمانيا وأربعين سنة ، بنوه يحيى وإدريس ، وأمه قرشية ، وكنيته أبو الحسن ، وكانت ولايته سنة وتسعة أشهر .