الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( أو ) حلف ( لا يأكل لبنا ) حنث بكل أنواعه من مأكول ولو صيدا حتى نحو الزبد إن ظهر فيه لا نحو جبن وأقط ومصل ، ( أو مائعا آخر فأكله بخبز حنث ) ؛ لأنه كذلك يؤكل ( أو شربه فلا ) لعدم الأكل ( أو ) حلف ( لا يشربه فبالعكس ) فيحنث في الثانية دون الأولى ، ولو حلف لا يأكل نحو عنب لم يحنث بشرب عصيره ولا بمصه ورمي ثفله ، أو لا يشرب خمرا لم يحنث بالنبيذ وعكسه

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : حنث بكل أنواعه ) هذا الصنيع يوهم أن قول المصنف الآتي : فأكله بخبز حنث إلخ لا يجري في اللبن الذي هو صريح المتن وظاهر أنه ليس كذلك فكان الأولى خلاف هذا الصنيع ا هـ رشيدي . ( قوله : حنث بكل أنواعه إلخ ) عبارة المغني : ولو حلف لا يأكل لبنا فأكل شيرازا وهو بكسر الشين المعجمة يغلى فيثخن جدا ويصير فيه حموضة أو دوغا وهو بضم الدال وإسكان الواو وبالغين المعجمة لبن ثخين نزع زبده وذهبت مائيته أو باشتا وهو بشين معجمة وتاء مثناة فوقية لبن ضأن مخلوط بلبن معز حنث لصدق اسم اللبن على ذلك ، وسواء كان من نعم أو من صيد قاله الروياني أو آدمي أو خيل بخلاف ما لو أكل لوزا وهو بضم اللام وإسكان الواو وبالزاي شيء بين الجبن واللبن الجامد نحو الذي يسمونه في بلاد مصر قريشة أو مصلا وهو بفتح الميم شيء يتخذ من ماء اللبن ؛ لأنهم إذا أرادوا أقطا أو غيره جعلوا اللبن في وعاء من صوف أو خوص أو كرباس ونحوه فينزل ماؤه فهو المصل أو جبنا وتقدم ضبطه في باب السلم أو كشطا وهو بفتح الكاف معروف أو أقطا أو سمنا إذ لا يصدق على ذلك اسم اللبن ، وأما الزبد فإن ظهر فيه لبن فله حكمه وإلا فلا ، وكذا القشدة كما بحثه شيخنا والسمن والزبد والدهن متغايرة ، فالحالف على شيء منها لا يحنث بالباقي للاختلاف في الاسم والصفة ، ولو حلف على الزبد والسمن لا يحنث باللبن ، ولو حلف لا يأكل اللبا وهو أول لبن يحدث بالولادة لم يحنث بما يحلب قبلها ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : من مأكول ) أي : لبن مأكول فيشمل لبن الآدميات ويحتمل من حيوان مأكول فيخرج لبن الآدميات والأقرب الأول ا هـ . ع ش وعبارة الروض مع شرحه : واللبن يتناول ما يؤخذ من النعم والصيد قال : الروياني والآدمي والخيل ا هـ . ( قول المتن أو مائعا آخر ) كالزيت ا هـ مغني . ( قوله : ولو حلف إلخ ) أي : وأطلق ا هـ . ع ش ( قوله : نحو عنب ) كالرمان والقصب مغني و ع ش . ( قوله : بالنبيذ ) وهو المأخوذ من غير العنب والخمر ما اتخذ من العنب خاصة ا هـ ع ش .




                                                                                                                              الخدمات العلمية