الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          . ( ويقر ) لقيط ( بيد من ) التقطه ( بالبادية مقيما في حلة ) بكسر الحاء المهملة أي : بيوت مجتمعة للاستيطان بها لأنها كالقرية . فإن أهلها لا يرحلون عنها لطلب الماء والكلأ ( أو ) لم يكن في حلة لكنه ( يريد نقله ) أي : اللقيط ( إلى الحضر ) لأنه ينقله من أرض البؤس والشقاء إلى أرض الرفاهية والدين و ( لا ) يقر بيد ملتقطه إن كان ( بدويا ينتقل في المواضع ) ; لأن فيه إتعابا للقيط فيؤخذ منه ويدفع لمن يقر به ; لأنه أخف عليه ( أو ) أي : ولا يقر بيد ( من وجده في الحضر فأراد نقله إلى البادية ) ; لأن مقامه في الحضر أصلح له في دينه ودنياه ، وبقاؤه فيه أرجى لكشف نسبه وظهور أهله . فإن الظاهر حيث وجده به إنه ولد فيه ( أو ) أي : ولا يقر بيد واجده ( مع فسقه أو رقه أو كفره واللقيط مسلم ) لعدم أهليته لحضانته . فإن كان اللقيط كافرا أقر بيد واجده الكافر وتقدم ( وإن ) كان ( التقطه في الحضر من يريد النقلة إلى بلد أخرى أو ) إلى ( قرية أو ) التقطه من يريد النقلة ( من حلة إلى حلة لم يقر بيده ) ; لأن بقاءه في بلده أو قريته أو حلته أرجى لكشف نسبه . أشبه ما لو أراد النقلة به إلى البادية ( ما لم يكن المحل الذي كان ) أي : وجد ( به وبيئا ) أي : وخيما ( كغور بيسان ) بكسر الموحدة وبعدها ياء مثناة تحتية ثم سين مهملة موضع بالشام ( ونحوه ) كالجحفة بأرض الحجاز فيقر اللقيط بيد من أراد النقلة عنها إلى بلاد لا وباء بها أو دونها في الوباء لتعين المصلحة في النقل .

                                                                          وفي الترغيب والتلخيص متى وجده في فضاء خال فله نقله إلى حيث شاء .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية