الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وإن أخرج جناحا أو ميزابا ونحوه ) كساباط وحجر برز به في بنيان ( إلى طريق نافذ ) بلا إذن إمام أو نائبه كما يأتي . ( أو ) أخرج ذلك إلى طريق ( غيره ) أي : غير نافذ ( بلا أهله فسقط ) ذلك المخرج ( فأتلف شيئا ضمنه ) المخرج لحصول التلف بما أخرجه إلى هواء الطريق . أشبه ما لو بنى حائطا مائلا إلى الطريق أو أقام خشبة في ملكه مائلة إلى الطريق فأتلف شيئا ( ولو ) كان التلف ( بعد بيع ) مخرج لذلك ما أخرجه ، ( وقد طولب ) بائع قبل بيعه ( بنقضه ) ولم يفعل ( لحصوله ) أي : التلف ( بفعله ) ، ومفهومه إن لم يطالب قبل بيعه لا ضمان . ولا يضمن ولي فرط ، بل موليه ، ذكره في المنتخب ويتوجه عكسه قاله في الفروع ( ما لم يأذن فيه ) أي : الجناح أو الميزاب ونحوه المخرج إلى طريق نافذ ، ( إمام أو نائبه ولا ضرر ) على المارة بإخراجه لأنه حق للمسلمين والإمام وكيلهم فإذنه كإذنهم ، ( وإن مال حائطه ) وقد بناه مستقيما ( إلى ) هواء ( غير ملكه ) ، سواء مال الطريق أو هواء [ ص: 329 ] جاره ( وكميل ) حائطه إلى غير ملكه ( شقه عرضا ) لأنه يخشى وقوعه كالمائل ( لا ) شقه ( طولا ) مع استقامته فلا أثر له ( وأبى ) ربه ( هدمه حتى أتلف شيئا ) بسقوطه عليه ( لم يضمنه ) نصا ، ولو طولب بنقضه وأمكنه ، لعدم تعديه ، لأنه بناه في ملكه ولم يسقط بفعله . أشبه ما لو لم يطالب بنقضه أو لم يمل . وإن بناه ابتداء مائلا أو في ملك غيره ضمن ما تلف به ولو لم يطالب بنقضه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية