ذكر جمان بالرحبة وما كان منه عصيان
كان جمان هذا من أصحاب توزون ، وصار في جملة ، فلما كان ناصر الدولة بن حمدان ناصر الدولة ببغداذ في الجانب الشرقي ، وهو يحارب معز الدولة ، ضم ناصر الدولة جميع الديلم الذين معه إلى جمان لقلة ثقته بهم ، وقلده الرحبة وأخرجه إليها ، فعظم أمره هناك ، وقصده الرجال ، فأظهر العصيان على ناصر الدولة ، وعزم على التغلب على [ ص: 180 ] الرقة وديار مضر ، فسار إلى الرقة فحصرها سبعة عشر يوما ، فحاربه أهلها وهزموه ، ووثب أهل الرحبة بأصحابه وعماله ، فقتلوهم لشدة ظلمهم ، وسوء معاملتهم .
فلما عاد من الرقة ، وضع السيف في أهلها ، فقتل منهم مقتلة عظيمة ، فأرسل إليه ناصر الدولة حاجبه ياروخ في جيش ، فاقتتلوا على شاطئ الفرات ، فانهزم جمان ، فوقع في الفرات فغرق ، واستأمن أصحابه إلى ياروخ ، وأخرج جمان من الماء فدفن مكانه .