[ ص: 392 ] ذكر صمصام الدولة العراق وملك أخيه شرف الدولة بلاد فارس ولاية
لما توفي عضد الدولة اجتمع القواد والأمراء على ولده ، فبايعوه وولوه الإمارة ، ولقبوه أبي كاليجار المرزبان صمصام الدولة ، فلما ولي خلع على أخويه أبي الحسين أحمد ، وأبي طاهر فيروزشاه ، وأقطعهما فارس ، وأمرهما بالجد في السير ليسبقا أخاهما شرف الدولة أبا الفوارس شيرزيل إلى شيراز .
فلما وصلا إلى أرجان أتاهما خبر وصول شرف الدولة إلى شيراز ، فعادا إلى الأهواز . وكان شرف الدولة بكرمان ، فلما بلغه خبر وفاة أبيه سار مجدا إلى فارس فملكها ، وقبض على نصر بن هارون النصراني ، وزير أبيه ، وقتله لأنه كان يسيء صحبته أيام أبيه ، وأصلح أمر البلاد ، وأطلق الشريف أبا الحسين محمد بن عمر العلوي والنقيب أبا أحمد الموسوي ( والد الشريف الرضي ) ، والقاضي أبا محمد بن معروف ، وأبا نصر خواشاذه ، وكان عضد الدولة حبسهم ، وأظهر مشاقة أخيه صمصام الدولة ، وقطع خطبته ، وخطب لنفسه ، وتلقب بتاج الدولة ، وفرق الأموال ، وجمع الرجال ، وملك البصرة وأقطعها أخاه أبا الحسين ، فبقي كذلك ثلاث سنين إلى أن قبض عليه شرف الدولة ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
فلما سمع صمصام الدولة بما فعله شرف الدولة سير إليه جيشا واستعمل عليهم الأمير ( أبا الحسن بن دبعش ، حاجب عضد الدولة ، فجهز تاج الدولة عسكرا ، واستعمل عليهم الأمير ) أبا الأعز دبيس بن عفيف الأسدي ، فالتقيا بظاهر قرقوب ، واقتتلوا ، فانهزم عسكر صمصام الدولة ، وأسر دبعش ، فاستولى حينئذ أبو الحسين بن عضد الدولة على الأهواز ، وأخذ ما فيها وفي رامهرمز ، وطمع في الملك ، وكانت الوقعة في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة .