لأنه يوم شريف ويوم عيد والبركة في النكاح مطلوبة فاستحب له أشرف الأيام طلبا للبركة والإمساء به أن يكون من آخر النهار وروى ( ويسن عقد النكاح مساء يوم الجمعة ) مرفوعا { أبو حفص العكبري أمسوا بالإملاك فإنه أعظم للبركة } ولأن في آخر يوم الجمعة ساعة الإجابة ، فاستحب العقد فيها لأنها أعظم للبركة وأحرى لإجابة الدعاء لهما .
( و ) يسن أي النكاح . ( أن يخطب ) العاقد ( قبله )
وفي الغنية إن أخرت جازت .
وفي الإنصاف قلت ينبغي أن يقول مع النسيان بعد العقد ( بخطبة ) ) وهي ما رواه " قال : { عبد الله ( بن مسعود محمدا عبده ورسوله قال ويقرأ ثلاث آيات } ففسرها علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في الصلاة والتشهد في الحاجة إن الحمد لله نحمده ونستعيذه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن { سفيان الثوري اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } { اتقوا الله وقولوا قولا سديدا } الآية رواه الترمذي وصححه ، .
وروي أن كان إذا حضر عقد نكاح ولم يخطب فيه بخطبة أحمد قام وتركهم ، وهذا على طريق المبالغة في استحبابها لا على إيجابها ( ويجزي ) عن هذه الخطبة ( أن يتشهد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ) لما روي عن ابن مسعود " أنه [ ص: 631 ] كان إذا دعي ليزوج قال الحمد لله وصلى الله على سيدنا ابن عمر محمد ، إن فلانا يخطب إليكم فإن أنكحتموه فالحمد لله وإن رددتموه فسبحان الله " ولا يجب شيء من ذلك لما في المتفق عليه { } وعن رجل من أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم زوجنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجتكها بما معك من القرآن بني سليم .
قال { أمامة بنت عبد المطلب فأنكحني من غير أن يتشهد } رواه خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو داود . ولا بأس بسعي الأب للأيم واختيار الأكفاء لعرض عمر حفصة على عثمان رضي الله تعالى عنهم .
( و ) يسن ( أن يقال لمتزوج بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير وعافية ) لحديث مرفوعا { أبي هريرة } رواه الخمسة إلا كان إذا رأى إنسانا تزوج قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير وعافية وصححه النسائي الترمذي وقال صلى الله عليه وسلم { لعبد الرحمن بن عوف } . بارك الله لك أولم ولو بشاة
( فإذا زفت ) الزوجة ( إليه ) أي إلى الزوج ( قال ) ندبا { } لحديث اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه عن أبيه عن جده مرفوعا { عمرو بن شعيب } رواه إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل : اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه . وإذا اشترى بعيرا أخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك أبو داود والله أعلم .