قوله: هنيئا قد تقدم القول فيه وفي "مريئا" مشبعا في النساء. وقال هنا: "يقال لهم: كلوا واشربوا أكلا وشربا هنيئا، أو طعاما وشرابا هنيئا، وهو الذي لا تنغيص فيه. ويجوز أن يكون مثله في قوله: الزمخشري
4116 - هنيئا مريئا غير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت
أعني صفة استعملت استعمال المصدر القائم مقام الفعل مرتفعا به "ما استحلت" كما يرتفع بالفعل كأنه قيل: هنأ عزة المستحل من أعراضنا، وكذلك معنى "هنيئا" هنا: هنأكم الأكل والشرب، أو هنأكم [ ص: 70 ] ما كنتم تعملون، أي: جزاء ما كنتم تعملون، والباء مزيدة كما في " وكفى بالله " والباء متعلقة بـ "كلوا واشربوا" إذا جعلت الفاعل الأكل والشرب. قلت: وهذا من محاسن كلامه.
قال الشيخ : "أما تجويزه زيادة الباء فليست بمقيسة في الفاعل إلا في فاعل كفى على خلاف فيها، فتجويزها هنا لا يسوغ. وأما قوله: إنها تتعلق بـ "كلوا واشربوا" فلا يصح إلا على الإعمال فهي تتعلق بأحدهما. انتهى وهذا قريب.