الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (25) قوله: إذ دخلوا : في العامل في "إذ" أربعة أوجه، أحدها: أنه "حديث" أي: هل أتاك حديثهم الواقع في وقت دخولهم عليه. الثاني: أنه منصوب بما في "ضيف" من معنى الفعل; لأنه في الأصل مصدر، ولذلك استوى فيه الواحد المذكر وغيره، كأنه قيل: الذي أضافهم في وقت دخولهم عليه. الثالث: أنه منصوب بـ "المكرمين" إن أريد بإكرامهم أن إبراهيم أكرمهم بخدمته لهم. الرابع: أنه منصوب بإضمار اذكر، ولا يجوز نصبه بـ "أتاك" لاختلاف الزمانين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة "المكرمين" بتخفيف الراء من أكرم. وعكرمة بالتشديد.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 51 ] قوله: سلاما قال سلام : قد تقدم تحرير هذا في هود . وقال ابن عطية: ويتجه أن يعمل في "سلاما" "قالوا" على أن يجعل "سلاما" في معنى قولا، ويكون المعنى حينئذ: أنهم قالوا تحية وقولا معناه سلاما. وهذا قول مجاهد . قلت: ولو جعل التقدير أنهم قالوا هذا اللفظ بعينه لكان أولى، وتفسير هذا اللفظ هو التحية المعهودة. وتقدم أيضا خلاف القراء في "سلاما" بالنسبة إلى فتح سينه وكسرها وإلى سكون لامه وفتحها.

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة على نصب "سلاما" الأول ورفع الثاني، وقرئا مرفوعين، وقرئ "سلاما قال: سلما" بكسر سين الثاني ونصبه، ولا يخفى توجيه ذلك كله مما تقدم في هود .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: قوم منكرون خبر مبتدأ مضمر فقدروه: أنتم قوم، ولم يستحسنه بعضهم; لأن فيه عدم أنس فمثله لا يقع من إبراهيم عليه السلام، فالأولى أن يقدر: هؤلاء قوم أو هم قوم، وتكون مقالته هذه مع أهل بيته وخاصته لا لنفس الضيف; لأن ذلك يوحشهم.

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (26) وقوله: فجاء : عطف على "فراغ"، وتسببه عنه واضح. والهمزة في "ألا تأكلون للإنكار عليهم في عدم أكلهم، أو للعرض أو للتحضيض.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية