الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (4) قوله: أمرا : يجوز أن يكون مفعولا به، وهو [ ص: 40 ] الظاهر، وأن يكون حالا أي: مأموره، وعلى هذا فيحتاج إلى حذف مفعول "المقسمات". وقد يقال: لا غرض لتقديره كما في "الذاريات". وهل هذه أشياء مختلفة فتكون الواو على بابها من عطف المتغايرات، فإن الذاريات هي الرياح، والحاملات الفلك، والجاريات الكواكب، والمقسمات الملائكة. وقال الزمخشري : "ويجوز أن يراد الريح وحدها لأنها تنشئ السحاب وتقله وتصرفه، وتجري في الجو جريا سهلا". قلت: فعلى هذا يكون من عطف الصفات، والمراد واحد كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4100 - يا لهف زيابة للحارث الصا بح فالغانم فالآيب



                                                                                                                                                                                                                                      وقول الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      4101 - إلى الملك القرم وابن الهمام     وليث الكتيبة في المزدحم



                                                                                                                                                                                                                                      وهذا قسم جوابه قوله: إنما توعدون .

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (5) و"ما" يجوز أن تكون اسمية، وعائدها محذوف أي: توعدونه، ومصدرية فلا عائد على المشهور، وحينئذ يحتمل أن يكون "توعدون" مبنيا من الوعد، وأن يكون مبنيا من الوعيد لأنه صالح أن يقال: أوعدته فهو يوعد، ووعدته فهو يوعد لا يختلف، فالتقدير: إن [ ص: 41 ] وعدكم، أو إن وعيدكم. ولا حاجة إلى قول من قال: إن قوله: لصادق وقع فيه اسم الفاعل موقع المصدر أي: لصدق; لأن لفظ اسم الفاعل أبلغ إذ جعل الوعد أو الوعيد صادقا مبالغة، وإن كان الوصف إنما يقوم بمن يعد أو يوعد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية