الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (17) قوله: يسلكه : الكوفيون بياء الغيبة، وهي واضحة، لإعادة الضمير على الرب تعالى. وباقي السبعة بنون العظمة على الالتفات، هذا كما تقدم في قوله: سبحان الذي أسرى ثم قال: باركنا حوله لنريه من آياتنا . وقرأ ابن جندب "نسلكه" بنون مضمومة من أسلكه. وبعضهم بالياء من تحت مضمومة، وهما لغتان. يقال: سلكه وأسلكه. وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      3457 - حتى إذا أسلكوهم في قتائدة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      وسلك وأسلك يجوز فيهما أن يكونا ضمنا معنى الإدخال فكذلك يتعديان لاثنين. ويجوز أن يقال: يتعديان إلى أحد المفعولين بإسقاط الخافض، كقوله: واختار موسى قومه ، فالمعنى: يدخله عذابا، [ ص: 497 ] أو يسلكه في عذاب، هذا إذا قلنا: إن "صعدا" مصدر. قال الزمخشري : يقال: صعد صعدا وصعودا، فوصف به العذاب; لأنه يتصعد المعذب أي يعلوه ويغلبه، فلا يطيقه. ومنه قول عمر رضي الله عنه: "ما تصعدني شيء ما تصعدتني خطبة النكاح"، يريد: ما شق علي ولا غلبني. وأما إذا جعلناه اسما لصخرة في جهنم، كما قاله ابن عباس وغيره، فيجوز فيه وجهان، أحدهما: أن يكون "صعدا" مفعولا به أي: يسلكه في هذا الموضع، ويكون "عذابا" مفعولا من أجله. والثاني: أن يكون "عذابا" مفعولا ثانيا، كما تقدم، و "صعدا" بدلا من عذاب، ولكن على حذف مضاف أي: عذاب صعد.

                                                                                                                                                                                                                                      و "صعدا" بفتحتين هو قراءة العامة. وقرأ ابن عباس والحسن بضم الصاد وفتح العين، وهو صفة تقتضي المبالغة كـ حطم ولبد، وقرئ بضمتين وهو وصف أيضا كـ جنب وشلل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية