الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (24) قوله: الجوار : العامة على كسر الراء لأنه منقوص على مفاعل، والياء محذوفة لفظا لالتقاء الساكنين. وقرأ عبد الله والحسن - وتروى عن أبي عمرو -"الجوار" برفع الراء تناسيا للمحذوف ومنه:


                                                                                                                                                                                                                                      4173 - لها ثنايا أربع حسان وأربع فثغرها ثمان



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 167 ] وهذا كما قالوا: "هذا شاك" وقد تقدم تقرير هذا في الأعراف عند قوله: ومن فوقهم غواش .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: المنشآت قرأ حمزة وأبو بكر بخلاف عنه بكسر الشين بمعنى: أنها تنشئ الموج بجريها، أو تنشئ السير إقبالا وإدبارا، أو التي رفعت شرعها أي: قلاعها. والشراع: القلع. وعن مجاهد : كلما رفعت قلعها فهي من المنشآت، وإلا فليست منها. ونسبة الرفع إليها مجاز كما يقال: أنشأت السحابة المطر. والباقون بالفتح وهو اسم مفعول أي: أنشأها الله أو الناس، أو رفعوا شرعها. وقرأ ابن أبي عبلة "المنشآت" بتشديد الشين مبالغة. والحسن "المنشات" بالإفراد، وإبدال الهمزة ألفا وتاء مجذوبة خطا فأفرد الصفة ثقة بإفهام الموصوف الجمعية، كقوله: " أزواج مطهرة " وأما إبداله الهمزة ألفا، وإن كان قياسها بين بين فمبالغة في التخفيف، كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4174 - إن السباع لتهدا في مرابضها      . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 168 ] أي: لتهدأ. وأما كتبها بالتاء المجذوبة فإتباعا للفظها في الوصل. و "في البحر" متعلق بالمنشئات أو المنشآت. ورسمه بالياء بعد الشين في مصاحف العراق يقوي قراءة الكسر ورسمه بدونها يقوي قراءة الفتح، وحذفوا الألف كما تحذف في سائر جمع المؤنث السالم. و"كالأعلام" حال: إما من الضمير المستكن في "المنشآت"، وإما من "الجوار" وكلاهما بمعنى واحد. والأعلام: الجبال جمع علم. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      4175 - ربما أوفيت في علم     ترفعن ثوبي شمالات



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية