الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (2) قوله: مستمر فيه أقوال، أحدها: أن معناه: دائم مطرد. وكل شيء قد انقادت طريقته ودامت حاله قيل فيه: استمر. قاله الزمخشري . ومنه قوله: [ ص: 120 ]

                                                                                                                                                                                                                                      4146 - ألا إنما الدنيا ليال وأعصر وليس على شيء قويم بمستمر



                                                                                                                                                                                                                                      أي: بدائم باق. الثاني: أن معناه: موثق محكم من قولهم: أمر الحبل، أي: أحكم فتله. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      4147 - حتى استمرت على شزر مريرته     صدق العزيمة لا رثا ولا ضرعا



                                                                                                                                                                                                                                      الثالث: أن معناه مار ذاهب منوا أنفسهم بذلك. الرابع: أن معناه شديد المرارة. قال الزمخشري : "أي: مستبشع عندنا، مر على لهواتنا، ولا نقدر أن نسيغه كما لا نسيغ المر المقر". انتهى. يقال: مر الشيء بنفسه ومره غيره، فيكون متعديا ولازما ويقال: أمره أيضا. الخامس: أن معناه مشبه بعضه بعضا، أي: استمرت أفعاله على هذا الحال. قاله الشيخ ، وهو راجع إلى المعنى الأول، أعني الدوام والاطراد، وكان هو قد حكاه قبل ذلك. وأتى بهذه الجملة الشرطية تنبيها على أن حالهم في المستقبل كحالهم في الماضي. وقرئ "يروا" مبنيا للمفعول من أرى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية