الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (4) قوله: إذا رجت : يجوز أن يكون بدلا من "إذا" الأولى، أو تأكيدا لها أو خبرا لها على أنها مبتدأة كما تقدم تحرير هذا جميعه، وأن يكون شرطا، والعامل فيها: إما مقدر وإما فعلها الذي يليها كما تقدم في نظيرتها. وقال الزمخشري : "ويجوز أن تنتصب بـ خافضة رافعة، أي: تخفض وترفع وقت رج الأرض وبس الجبال، لأنه عند ذلك [ ص: 194 ] ينخفض ما هو مرتفع ويرتفع ما هو منخفض". قال الشيخ : "ولا يجوز أن تنتصب بهما معا بل بأحدهما، لأنه لا يجتمع مؤثران على أثر واحد". قلت: معنى كلامه أن كلا منهما متسلط عليه من جهة المعنى، وتكون المسألة من التنازع، وحينئذ تكون العبارة صحيحة إذ يصدق أن كلا منهما عامل فيه، وإن كان على التعاقب.

                                                                                                                                                                                                                                      والرج: التحريك الشديد بمعنى زلزلت. وبست الجبال: سيرت من قولهم: بس الغنم، أي: ساقها أو بمعنى فتتت كقوله: ينسفها ربي نسفا يدل عليه فكانت هباء منبثا . وقرأ زيد بن علي "رجت" و"بست" مبنيين للفاعل على أن رج وبس يكونان لازمين ومتعديين، أي: أزيحت وذهبت. وقرأ النخعي "منبتا" بنقطتين من فوق، أي: متقطعا من البت. ومعنى الآية ينبو عنه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية