الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (11) قوله: نخرة : قرأ الأخوان وأبو بكر "ناخرة" بألف، والباقون "نخرة" بدونها وهما كحاذر وحذر، فاعل لمن صدر منه الفعل، وفعل لمن كان فيه غريزة، أو كالغريزة. وقيل: ناخرة ونخرة بمعنى بالية. وقيل: ناخرة، أي: صارت الريح تنخر فيها، أي: تصوت، ونخرة، أي: تنخر فيها دائما. وقيل: ناخرة: بالية، ونخرة: متآكلة. وعن أبي عمرو : الناخرة: التي لم تنخر بعد، والنخرة: البالية. وقيل: الناخرة: المصوتة فيها الريح، والنخرة: البالية التي تعفنت. قال الزمخشري : "يقال: نخر العظم، فهو نخر وناخر، كقولك: طمع فهو طمع وطامع، وفعل أبلغ من فاعل، وقد قرئ بها، وهو البالي الأجوف الذي تمر فيه الريح فيسمع له نخير". قلت: ومنه قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4484- وأخليتها من مخها فكأنها قوارير في أجوافها الريح تنخر



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الراجز لفرسه: [ ص: 673 ]

                                                                                                                                                                                                                                      4485- أقدم نجاح إنها الأساوره     ولا يهولنك رحل نادره




                                                                                                                                                                                                                                      فإنما قصرك ترب الساهره     ثم تعود بعدها في الحافره



                                                                                                                                                                                                                                      من بعد ما كنت عظاما ناخره

                                                                                                                                                                                                                                      ونخرة الريح بضم النون: شدة هبوبها، والنخرة أيضا: مقدم أنف الفرس والحمار والخنزير. يقال: هشم نخرته، أي: مقدم أنفه. و"إذا" منصوب بمضمر، أي: إذا كنا كذا نرد ونبعث.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية