الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (14) قوله: فإذا هم : المفاجأة والتسبب هنا واضحان والساهرة قيل: وجه الأرض، والفلاة، وصفت بما يقع فيها، وهو السهر [ ص: 674 ] لأجل الخوف. وقيل: لأن السراب يجري فيها، من قولهم: عين ساهرة. قال الزمخشري : والساهرة: الأرض البيضاء المستوية، سميت بذلك; لأن السراب يجري فيها، من قولهم عين ساهرة جارية الماء، وفي ضدها نائمة. قال الأشعث بن قيس:


                                                                                                                                                                                                                                      4486- وساهرة يضحي السراب مجللا لأقطارها قد جبتها متلثما



                                                                                                                                                                                                                                      أو لأن ساكنها لا ينام، خوف الهلكة. انتهى. وقال أمية:


                                                                                                                                                                                                                                      4487- وفيها لحم ساهرة وبحر     وما فاهوا لهم فيها مقيم



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: لحم حيوان أرض ساهرة. وقال أبو كبير الهذلي:


                                                                                                                                                                                                                                      4488- يرتدن ساهرة كأن جميمها     وعميمها أسداف ليل مظلم



                                                                                                                                                                                                                                      قال الراغب : "هي وجه الأرض. وقيل: أرض القيامة. وحقيقتها [ ص: 675 ] التي يكثر الوطء بها، كأنها سهرت من ذلك، إشارة إلى نحو قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      4489-. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .     تحرك يقظان التراب ونائمه



                                                                                                                                                                                                                                      والأسهران: عرقان في الأنف". انتهى. والساهور: غلاف القمر الذي يدخل فيه عند كسوفه. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      4490-. . . . . . . . . . . . . . . . . . .     أو شقة أخرجت من بطن ساهور



                                                                                                                                                                                                                                      أي: هذه المرأة بمنزلة قطعة القمر. وقال أمية:


                                                                                                                                                                                                                                      4491-. . . . . . . . . . . . . . . . . . .     قمر وساهور يسل ويغمد



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية