الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (14) قوله: بل ران : قد تقدم وقف حفص على "بل" في الكهف. والرين والران الغشاوة على القلب، كالصدأ على الشيء [ ص: 722 ] الصقيل من سيف ومرآة ونحوهما. قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      4515- وكم ران من ذنب على قلب فاجر فتاب من الذنب الذي ران وانجلى



                                                                                                                                                                                                                                      وأصل الرين: الغلبة، ومنه: رانت الخمر على عقل شاربها. وران الغشي على عقل المريض. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      4516-. . . . . . . . . . . . رانت به الخمـ     ـر. . . . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الزمخشري : "يقال: ران عليه الذنب وغان، رينا وغينا. والغين الغيم. ويقال: ران فيه النوم: رسخ فيه، ورانت به الخمر: ذهبت به". وحكى أبو زيد: "رين بالرجل رينا: فجاء مصدره مفتوح العين وساكنها. و"ما كانوا" هو الفاعل. و"ما" يحتمل أن تكون مصدرية، وأن تكون بمعنى الذي، والعائد محذوف. وأميلت ألف "ران" وفخمت، [ ص: 723 ] فأمالها الأخوان وأبو بكر وفخمها الباقون، وأدغم لام "بل" في الراء وأظهرت.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية