الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (29) قوله: لواحة : قرأ العامة بالرفع خبر مبتدأ مضمر، أي: هي لواحة. وهذه مقوية للاستئناف في "لا تبقي". وقرأ الحسن وابن أبي عبلة وزيد بن علي وعطية العوفي بنصبها على الحال، [ ص: 546 ] وفيها ثلاثة أوجه، أحدها: أنها حال من "سقر" والعامل معنى التعظيم كما تقدم. والثاني: أنها حال من "لا تبقي". والثالث: من "لا تذر". وجعل الزمخشري نصبها على الاختصاص للتهويل، وجعلها الشيخ حالا مؤكدة قال: "لأن النار التي لا تبقي ولا تذر لا تكون إلا مغيرة للإبشار" "ولواحة" بناء مبالغة، وفيها معنيان، أحدهما: من لاح يلوح، أي: ظهر، أي: أنها تظهر للبشر وهم الناس، وإليه ذهب الحسن وابن كيسان. والثاني: - وإليه ذهب جمهور الناس - أنها من لوحه، أي: غيره وسوده. قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      4390- وتعجب هند أن رأتني شاحبا تقول: لشيء لوحته السمائم



                                                                                                                                                                                                                                      ويقال: لاحه يلوحه: إذا غير حليتيه، وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4391- تقول: ما لاحك يا مسافر     يا ابنة عمي لاحني الهواجر



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: اللوح شدة العطش. يقال: لاحه العطش ولوحه، أي: غيره، وأنشد: [ ص: 547 ]

                                                                                                                                                                                                                                      4392- سقتني على لوح من الماء شربة     سقاها به الله الرهام الغواديا



                                                                                                                                                                                                                                      واللوح بالضم: الهواء بين السماء والأرض، والبشر: إما جمع بشرة، أي: مغيرة للجلود، [وإما المراد به الإنس] واللام في "للبشر" مقوية كهي في للرؤيا تعبرون ، وقراءة النصب في "لواحة" مقوية لكون "لا تبقي" في محل الحال.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية