الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3796 ) فصل : ومن وكل في بيع عبد بمائة ، فباعه بأكثر منها ، صح ، سواء كانت الزيادة كثيرة أو قليلة ; لأنه باع بالمأذون فيه وزاد زيادة تنفعه ولا تضره ، وسواء كانت الزيادة من جنس الثمن المأمور به ، أو من غير جنسه ، مثل أن يأذن في بيعه بمائة درهم ، فيبيعه بمائة درهم ودينار أو ثوب . وقال أصحاب الشافعي : لا يصح بيعه بمائة وثوب ، في أحد الوجهين ; لأنه من غير جنس الأثمان .

                                                                                                                                            ولنا ، أنها زيادة تنفعه ولا تضره ، أشبه ما لو باعه بمائة ودينار ، ولأن الإذن في بيعه بمائة ، إذن في بيعه بزيادة عليها عرفا ، لأن من رضي بمائة لا يكره أن يزاد عليها ثوب ينفعه ولا يضره . وإن باعه بمائة دينار ، أو بتسعين درهما وعشرة دنانير ، وأشباه ذلك ، أو بمائة ثوب ، أو بثمانين درهما وعشرين ثوبا ، لم يصح . ذكره القاضي .

                                                                                                                                            وهو مذهب الشافعي ; لأنه خالف موكله في الجنس ، فأشبه ما لو باعه بثوب يساوي أكثر من مائة درهم . ويحتمل أن يصح فيما إذا جعل مكان الدراهم دنانير ، أو مكان بعضها ; لأنه مأذون فيه عرفا ، فإن من رضي بدرهم رضي مكانه بدينار ، فجرى مجرى بيعه بمائة درهم ودينار . وأما الثياب فلا يصح بيعه بها ; لأنها من غير جنس الأثمان .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية