الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3777 ) فصل : ومتى خرج أحدهما عن كونه من أهل التصرف ، مثل أن يجن ، أو يحجر عليه لسفه ، فحكمه حكم الموت ; لأنه لا يملك التصرف ، فلا يملكه غيره من جهته . قال أحمد في الشركة : إذا وسوس [ ص: 72 ] أحدهما فهو مثل العزل . وإن حجر على الوكيل لفلس ، فالوكالة بحالها ; لأنه لم يخرج عن كونه أهلا للتصرف . وإن حجر على الموكل ، وكانت الوكالة في أعيان ماله ، بطلت ; لانقطاع تصرفه في أعيان ماله . وإن كانت في الخصومة ، أو الشراء في الذمة ، أو الطلاق ، أو الخلع ، أو القصاص ، فالوكالة بحالها ; لأن الموكل أهل لذلك ، وله أن يستنيب فيه ابتداء ، فلا تنقطع الاستدامة .

                                                                                                                                            وإن فسق الوكيل لم ينعزل ; لأنه من أهل التصرف ، إلا أن تكون الوكالة فيما ينافيه الفسق ، كالإيجاب في عقد النكاح ، فإنه ينعزل بفسقه أو فسق موكله بخروجه عن أهلية التصرف . وإن كان وكيلا في القبول للموكل ، لم ينعزل بفسق موكله ; لأنه لا ينافي جواز قبوله . وهل ينعزل بفسق نفسه ؟ فيه وجهان . وإن كان وكيلا فيما تشترط فيه الأمانة ، كوكيل ولي اليتيم ، وولي الوقف على المساكين ، ونحو هذا ، انعزل بفسقه وفسق موكله بخروجهما بذلك عن أهلية التصرف .

                                                                                                                                            وإن كان وكيلا لوكيل من يتصرف في مال نفسه ، انعزل بفسقه ; لأن الوكيل ليس له توكيل فاسق ، ولا ينعزل بفسق موكله ; لأن موكله وكيل لرب المال ، ولا ينافيه الفسق ، ولا تبطل الوكالة بالنوم والسكر والإغماء ; لأن ذلك لا يخرجه عن أهلية التصرف ، ولا تثبت عليه ولاية ، إلا أن يحصل الفسق بالسكر ، فيكون فيه من التفصيل ما أسلفناه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية