الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3988 ) فصل : وإن غصب لوحا ، فرقع به سفينة ، فإن كانت على الساحل ، لزم قلعه ورده ، وإن كانت [ ص: 166 ] في لجة البحر ، واللوح في أعلاها ، بحيث لا تغرق بقلعه ، لزم قلعه ، وإن خيف غرقها بقلعه ، لم يقلع حتى تخرج إلى الساحل ، ولصاحب اللوح طلب قيمته ، فإذا أمكن رد اللوح ، استرجعه ورد القيمة ، كما لو غصب عبدا فأبق .

                                                                                                                                            وقال أبو الخطاب : إن كان فيها حيوان له حرمة ، أو مال لغير الغاصب ، لم يقلع ، كالخيط . وإن كان فيها مال للغاصب ، أو لا مال فيها ، ففيها وجهان ; أحدهما ، لا يقلع . والثاني : يقلع في الحال ; لأنه أمكن رد المغصوب ، فلزم وإن أدى إلى تلف المال ، كرد الساجة المبني عليها .

                                                                                                                                            ولأصحاب الشافعي وجهان كهذين . ولنا ، أنه أمكن رد المغصوب من غير إتلاف ، فلم يجز الإتلاف ، كما لو كان فيها مال غيره . وفارق الساجة في البناء ، فإنه لا يمكن ردها من غير إتلاف .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية