الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3885 ) فصل : وإن أقر الابن بأخويه دفعة واحدة ، فصدق كل واحد منهما صاحبه ، ثبت نسبهما . وإن تكاذبا ، ففيهما وجهان ; أحدهما ، لا يثبت نسبهما . وهو مذهب الشافعي ; لأن كل واحد منهما لم يقر به كل الورثة .

                                                                                                                                            والثاني ، يثبت نسبهما ; لأن كل واحد منهما وجد الإقرار به من ثابت النسب ، هو كل الورثة حين الإقرار ، فلم تعتبر موافقة غيره ، كما لو كانا صغيرين . فإن كان أحدهما يصدق صاحبه دون الآخر ، ثبت نسب المتفق عليه منهما ، وفي الآخر وجهان . وإن كانا توأمين ، ثبت نسبهما ، ولم يلتفت إلى إنكار المنكر منهما ، سواء تجاحدا معا ، أو جحد أحدهما صاحبه ; لأننا نعلم كذبهما ، فإنهما لا يفترقان . ولو أقر الوارث بنسب أحدهما ، ثبت نسب الآخر ; لأنهما لا يفترقان في النسب .

                                                                                                                                            وإن أقر بنسب صغيرين ، دفعة واحدة ، ثبت نسبهما ، على الوجه الذي يثبت فيه نسب الكبيرين المتجاحدين . وهل يثبت على الوجه الآخر ؟ يحتمل أن يثبت ; لأنه أقر به كل الورثة حين الإقرار ، ولم يجحده أحد ، فأشبه ما لو انفرد . ويحتمل ألا يثبت ; لأن أحدهما وارث ، ولم يقر بصاحبه ، فلم يجتمع كل الورثة على الإقرار به ، ويدفع المقر إلى كل واحد منهما ثلث الميراث ، سواء قلنا بثبوت النسب أو لم نقل ; لأنه مقر به .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية