الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3949 ) فصل : وإن نقص المغصوب نقصا غير مستقر ، كطعام ابتل . وخيف فساده ، أو عفن وخشي تلفه . فعليه ضمان نقصه . وهذا منصوص الشافعي . وله قول آخر ; أنه لا يضمن نقصه . وقال القاضي : يلزمه بدله ، لأنه لا يعلم قدر نقصه ، وكلما نقص شيئا ضمنه ; لأنه يستند إلى السبب الموجود في يد الغاصب ، فكان كالموجود في يده ، وقال أبو الخطاب يتخير صاحبه بين أخذ بدله ، وبين تركه حتى يستقر فساده ، ويأخذ أرش نقصه .

                                                                                                                                            وقال أبو حنيفة يتخير بين إمساكه ولا شيء له ، أو تسليمه إلى الغاصب ويأخذ منه قيمته ; لأنه لو ضمن النقص لحصل له مثل كيله وزيادة ، وهذا لا يجوز ، كما لو باع قفيزا جيدا بقفيز رديء ودرهم . ولنا ، أن عين ماله باقية ، وإنما حدث فيه نقص ، فوجب فيه ما نقص ، كما لو كان عبدا فمرض . وقد وافق بعض أصحاب الشافعي على هذا في العفن . وقال : يضمن ما نقص ، قولا واحدا ، ولا يضمن ما تولد منه ; لأنه ليس من فعله .

                                                                                                                                            وهذا الفرق لا يصح ; لأن البلل قد يكون من غير فعله أيضا ، وقد يكون العفن بسبب منه . ثم إن ما وجد في يد الغاصب ، فهو مضمون عليه ، لوجوده في يده ، فلا فرق . وقول أبي حنيفة لا يصح ; لأن هذا الطعام عين ماله ، وليس ببدل عنه . وقول أبي الخطاب لا بأس به .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية