الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
576 - " إذا خرجت من منزلك؛ فصل ركعتين؛ تمنعانك مخرج السوء؛ وإذا دخلت إلى منزلك؛ فصل ركعتين؛ تمنعانك مدخل السوء " ؛ البزار ؛ (هب)؛ عن أبي هريرة ؛ (ح).

التالي السابق


(إذا خرجت من منزلك) ؛ أي: أردت الخروج؛ وفي رواية: " من بيتك" ؛ (فصل) ؛ ندبا؛ (ركعتين) ؛ خفيفتين؛ وتحصل بفرض؛ أو نفل؛ ثم ذكر حكمة ذلك؛ وأظهرها في قالب العلة؛ فقال: (تمنعانك مخرج) ؛ بفتح الميم؛ والراء؛ (السوء) ؛ بالضم؛ أي: ما عساه خارج البيت من السوء؛ (وإذا دخلت) ؛ إلى؛ (منزلك؛ فصل ركعتين؛ تمنعانك مدخل السوء) ؛ وعبر بالفاء في الموضعين؛ ليفيد أن السنة الفورية بذلك؛ أي: بحيث ينسب الصلاة إلى الدخول عرفا؛ فتفوت بطول الفصل بلا عذر؛ واستدل به الغزالي على ندب ركعتين عند الخروج من المنزل؛ وركعتين عند دخوله؛ قال: وفي معنى هذا كل أمر يبتدئ به؛ مما له وقع؛ ويحصل فضلهما بصلاة فرض؛ أو نفل؛ نويا؛ أو لا؛ كالتحية.

( البزار ) ؛ في مسنده؛ (هب)؛ من رواية بكر بن عمرو ؛ عن صفوان بن سليم ؛ قال بكر: أحسبه عن أم سلمة ؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال البزار : لا نعلمه روي عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه؛ قال ابن حجر: حديث حسن؛ ولولا شك بكر؛ لكان على شرط الصحيح؛ وقال الهيتمي: رجاله موثقون؛ انتهى؛ وبه يعرف استرواح ابن الجوزي في حكمه بوضعه.



الخدمات العلمية