الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
668 - " إذا سبب الله (تعالى) لأحدكم رزقا من وجه؛ فلا يدعه حتى يتغير له " ؛ (حم هـ) ؛ عن عائشة ؛ (ح).

التالي السابق


(إذا سبب الله - تعالى) ؛ أي: أجرى؛ وأوصل؛ وأصل " السبب" : حبل يتوصل به إلى الماء؛ فاستعير لكل ما يتوصل به إلى شيء؛ (لأحدكم رزقا؛ من وجه) ؛ أي: حال من الأحوال؛ (فلا يدعه) ؛ أي: لا يتركه ويعدل لغيره؛ (حتى يتغير) ؛ في [ ص: 371 ] رواية: " يتنكر" ؛ (له) ؛ أي: يتعسر عليه؛ ويجد عليه موانع سماوية؛ وحواجز إلهية؛ فإذا صار كذلك فليتحول لغيره؛ أي: الرزق؛ فإن أسباب الرزق كثيرة؛ فالواجب على المتأدب بآداب الله ترك الاعتراض على الحال؛ فلا يريد خلاف ما يراد له؛ ولا يختار خلاف ما يختاره له؛ وربك يخلق ما يشاء ويختار ؛ قال في الحكم: إرادتك التجريد؛ مع إقامة الله إياك في الأسباب؛ من الشهوة الخفية؛ وإرادتك الأسباب؛ مع إقامة الله إياك في التجريد؛ انحطاط عن الهمة العلية؛ وسوابق الهمم لا تخرق سور الأقدار؛ أرح نفسك من التقدير؛ فما قام به غيرك عنك؛ لا تقم به لنفسك؛ وما ترك من الجهل شيئا من أراد أن يحدث في الوقت شيئا غير ما أظهره الله؛ لا تطلب منه أن يخرجك من حال ليستعملك فيما سواها؛ فلو أراد لاستعملك من غير إخراج؛ وقد خلقك الله لما شاء؛ لا لما تشاء؛ فكن مع مراد الله فيك؛ لا مع مرادك لنفسك؛ ففوض إليه؛ ولا تركن إلى شيء؛ ولا تدبر شيئا؛ وإن كان ولا بد من التدبير؛ فدبر ألا تدبر؛ وهو أقامك فيما فيه صلاحك؛ لا فيما علمت أنت.

(حم هـ) ؛ من حديث الزبير بن عبد الله ؛ عن نافع ؛ (عن عائشة ) ؛ قال نافع : " كنت أتجهز إلى الشام ومصر؛ فتجهزت إلى العراق؛ فنهتني أم المؤمنين؛ وقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:..." ؛ فذكره؛ رمز لحسنه؛ والأمر بخلافه؛ فالزبير قال: الذهبي لا يعرف؛ وقال العراقي: إسناده فيه جهالة؛ وقال السخاوي : ضعيف.



الخدمات العلمية