الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
604 - " إذا دعوت الله؛ فادع الله ببطن كفيك؛ ولا تدع بظهورهما؛ فإذا فرغت فامسح بهما وجهك " ؛ (هـ)؛ عن ابن عباس ؛ (ح).

التالي السابق


(إذا دعوت الله) ؛ أي: سألته في جلب نفع؛ (فادع الله ببطن كفيك) ؛ الباء للآلة؛ أو للمصاحبة: أي: اجعل بطنهما إلى وجهك؛ وظهرهما إلى الأرض؛ حال الدعاء؛ لأن عادة من طلب من غيره شيئا أن يمد كفيه إليه متواضعا؛ متذللا؛ ليضع المسؤول فيها؛ (ولا تدع) ؛ نهي تنزيه؛ (بظهورهما) ؛ لأنه إشارة إلى الدفع؛ فإن دعا بدفع بلاء؛ أو قحط؛ أو غلاء؛ جعل ظهرهما [ ص: 345 ] إلى السماء؛ كما في أخبار أخر؛ إشارة إلى طلب دفعه؛ وهو أحد ما فسر به قوله (تعالى): ويدعوننا رغبا ورهبا ؛ (فإذا فرغت) ؛ من دعائك؛ (فامسح بهما) ؛ ندبا؛ وجهك؛ لتعود البركة عليه؛ ويسري إلى الباطن؛ وحكمته - كما ورد في حديث - الإفاضة عليه مما أعطاه الله (تعالى)؛ تفاؤلا بتحقق الإجابة؛ وأن كفيه قد ملئتا خيرا؛ فأفاض منه عليه؛ ففعل ذلك سنة؛ كما جرى عليه في التحقيق؛ وغيره؛ تمسكا بعدة أخبار؛ هذا منها؛ وهي - وإن ضعفت أسانيدها - تقوت بالإجماع؛ فقوله في المجموع: لا يندب - وسبقه إليه ابن عبد السلام؛ وقال: لا يفعله إلا جاهل - في حيز المنع.

(هـ؛ عن ابن عباس ) ؛ رمز لحسنه؛ وليس كما قال؛ فقد قال ابن الجوزي : لا يصح؛ فيه صالح بن حسان ؛ متروك؛ وقال ابن حبان : يروي الموضوعات؛ لكن له شاهد.



الخدمات العلمية