الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
858 - " إذا مررتم بأهل الشرة؛ فسلموا عليهم؛ تطفأ عنكم شرتهم؛ ونائرتهم " ؛ (هب)؛ عن أنس ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا مررتم بأهل الشرة) ؛ بكسر المعجمة؛ وشد الراء؛ أي: بأهل النشاط في الشر؛ (فسلموا عليهم) ؛ ندبا؛ (تطفأ) ؛ بمثناة [ ص: 442 ] فوق أوله؛ بضبط المؤلف؛ أي: فإنكم إن سلمتم عليهم تخمد (عنكم شرتهم؛ ونائرتهم) ؛ أي: عداوتهم؛ وفتنتهم؛ و" النائرة" : العداوة والشحناء؛ كما في الصحاح؛ مشتقة من " النار" ؛ وفيه سعي في إطفاء النائرة؛ أي: تسكين الفتنة؛ وذلك لأن السلام أمان؛ فإذا سلمت وردوا؛ فبردهم حصل الأمان منهم؛ ولأن السلام عليهم يؤذن بعدم احتقارهم؛ فيكون سببا لسكون شرتهم؛ قال لقمان: " يا بني؛ إذا مررت بقوم؛ فارمهم بسهام السلام؛ لكن ينبغي مع ذلك الحذر من مخالطتهم؛ والتلطف في مجانبتهم" ؛ قال الجنيد: دخلت على السري؛ وهو يجود بنفسه؛ فجلست؛ وبكيت؛ فسقطت دموعي على خده؛ ففتح عينيه؛ ونظر إلي؛ فقلت: أوصني؛ قال: لا تصحب الأشرار؛ ولا تشتغل عن الله بمخالطة الأخيار.

(هب؛ عن أنس ) ؛ قال: " شكا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه؛ فقالوا: إن المنافقين يلحظوننا بأعينهم؛ ويلفظوننا بألسنتهم..." ؛ فذكره؛ وفيه أبان بن أبي عياش؛ قال في الكاشف: قال أحمد : متروك؛ وفي الميزان عن شعبة : لأن يزني الرجل خير من أن يروي عنه ما لا أصل له.



الخدمات العلمية