الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
595 - " إذا دخلت على مريض؛ فمره يدعو لك؛ فإن دعاءه كدعاء الملائكة " ؛ (هـ)؛ عن عمر ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا دخلت) ؛ بفتح التاء؛ (على مريض) ؛ مسلم معصوم؛ لنحو عيادة؛ (فمره) ؛ أي: اسأله؛ (يدعو لك) ؛ قال الطيبي: " مره يدعو" ؛ مفعول بإضمار " أن" ؛ أي: " مره بأن يدعو لك" ؛ ويجوز جزمه؛ جوابا للأمر؛ على تأويل أن هذا الأمر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ والصحابي يبلغه إلى المريض؛ فهو كقوله: قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ؛ ثم علل طلب الدعاء منه بقوله: (فإن دعاءه كدعاء الملائكة) ؛ في كونه مفضلا؛ مسموعا؛ وكونه دعاء من لا ذنب عليه؛ لأن المرض يمحص الذنوب؛ [ ص: 342 ] والملائكة لا ذنوب لهم؛ لعصمتهم؛ ومنه يؤخذ أن الكلام في مريض مسلم ؛ أما لو عاد نحو قريبه؛ أو جاره الذمي؛ فلا ينبغي طلب الدعاء منه؛ فإن المرض لا يمحص ذنوب الكافر؛ لفقد شرط ذلك؛ وهو الإسلام.

(تنبيه) : قال بعض العارفين: الله (تعالى) عند عبده إذا مرض؛ ألا تراه ما له استغاثة إلا به؛ ولا ذكر إلا له؟! فلا يزال الحق في لسانه منطوقا به؛ وفي قلبه التجأ إليه؛ فالمريض لا يزال مع الله؛ ولو تطبب؛ وتناول الأسباب المعتادة؛ لوجود الشفاء عندها؛ ومع ذلك فلا يغفل عن الله؛ ويأتي في حديث: " إن عبدي فلانا مرض؛ فلم تعده؛ أما لو عدته؛ لوجدتني عنده" ؛ فوجوده عنده هو ذكر المريض ربه في علته؛ بحال انكسار واضطرار؛ فلذلك كان دعاؤه كدعاء الملائكة.

(هـ)؛ من حديث جعفر بن برقان؛ عن ميمون بن مهران ؛ (عن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وجعفر بن برقان أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: قال ابن خزيمة : لا يحتج به؛ انتهى؛ وميمون لم يدرك عمر ؛ فهو منقطع أيضا؛ وقال ابن حجر؛ في الفتح عنده: حسن؛ لكن فيه انقطاع؛ وتقدمه لذلك النووي في الأذكار؛ فقال: صحيح؛ أو حسن؛ لكن ميمون لم يدرك عمر ؛ وقال المنذري: رواته ثقات؛ لكن ميمون لم يسمع من عمر ؛ فزعم الدميري صحته وهم.



الخدمات العلمية