الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
834 - " إذا كتب أحدكم: بسم الله الرحمن الرحيم ؛ فليمد الرحمن " ؛ (خط؛ في الجامع؛ فر)؛ عن أنس؛ (ض).

[ ص: 433 ]

التالي السابق


[ ص: 433 ] (إذا كتب أحدكم: " بسم الله الرحمن الرحيم" ) ؛ أي: أراد كتابتها؛ (فليمد) ؛ حروف؛ (الرحمن) ؛ بأن يبعد بين الميم؛ والنون؛ ويحقق الميم؛ إشارة إلى أن بينهما محل الألف اللفظية؛ وحذفها من الخط اتباعي؛ ويجوف النون؛ ويتأنق في ذلك؛ فإنه سبب للمغفرة؛ كما في خبر: " تأنق - أي: تجود وبالغ - رجل في بسم الله الرحمن الرحيم ؛ فغفر له" ؛ وفي خبر الديلمي عن أنس رفعه: " إذا كتبتم كتابا؛ فجودوا بسم الله الرحمن الرحيم ؛ تقضى لكم الحوائج" ؛ وفيه رضا الله" ؛ انتهى؛ وفيه عويد متروك؛ وهذا إشارة إلى أن ما اصطلح من مشتق الخط في المكاتبات غير مستقبح في كتابة شيء من الكتاب والسنة؛ وكذا العلوم الشرعية؛ فإن القصد بها معرفة صنيع الألفاظ؛ وكيفية مخارجها؛ وإظهار حروفها؛ وضبطها بالشكل؛ والإعجام؛ ومن ثم قالوا: " إعجام الخط يمنع من استعجامه" ؛ وكله يؤمن من استشكاله؛ وقالوا: " رب علم تعجم فصوله؛ فاستعجم محصوله" ؛ والكتاب أهملوا ذلك؛ إشارة إلى أنهم لفرط إدلائهم بالصنعة؛ وتقديمهم في الكتابة؛ يكتفون بالإشارة؛ ويقتصرون على التلويح؛ ويتجه عدم جواز ذلك في القرآن.

(تنبيه): قال ابن عربي: هذه الحروف ليس لها خاصية من حيث كونها حروفا؛ بل من حيث كونها أشكالا؛ فلما كانت ذوات أشكال؛ كانت الخاصية للشكل؛ فلهذا أمر بتبيينها؛ ومن ثم اختلف عملها باختلاف الأقلام؛ لأن الأشكال تختلف؛ وأما المرقمة؛ فإذا وجدت أعيانها على أوضاعها؛ صحبتها أرواحها وخواصها؛ فكانت خاصية ذلك الحرف بشكله وتركيبه مع زوجه؛ وكذا إن كان الشكل مركبا من حرفين أو أكثر؛ كان للشكل روح؛ ليس الروح الذي للحرف.

(خط؛ في الجامع) ؛ بين أدب الراوي؛ والسامع؛ (فر؛ عن أنس ) ؛ قال الذهبي : فيه كذاب.



الخدمات العلمية