الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
939 - " ارجعن مأزورات؛ غير مأجورات " ؛ (هـ)؛ عن علي؛ (ع)؛ عن أنس ؛ (صح).

التالي السابق


(ارجعن) ؛ أيها النساء اللاتي جلسن ينتظرن جنازة ليذهبن معها؛ (مأزورات) ؛ أي: آثمات؛ والقياس: " موزورات" ؛ لأنه من " الوزر" ؛ ضد الأجر؛ وإنما قصد الازدواج؛ لقوله: (غير مأجورات) ؛ والمشاكلة بين الألفاظ من مطلوبهم؛ كما ذكره ابن يعيش؛ والعسكري؛ وغيرهما؛ ألا ترى إلى أن " وضحاها" ؛ من قوله: والشمس وضحاها ؛ أميل للازدواج؛ ولو انفرد؛ لم يمل؛ لأنه من ذوات الواو؛ وفيه نهي النساء عن اتباع الجنائز؛ لكن الأصح عند الشافعية أنه مكروه لهن؛ تنزيها؛ نعم؛ إن اقترن به ما يقتضي التحريم حرم؛ وعليه حمل الحديث؛ وقول من قال - كأبي نصر المقدسي -: لا يجوز لهن اتباع الجنائز.

(هـ؛ عن علي) ؛ أمير المؤمنين ؛ قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة؛ فرأى نسوة ينتظرنها؛ فقال: " هل تغسلن؟" ؛ قلن: " لا" ؛ قال: " هل تحملن؟" ؛ قلن: لا؛ قال: " هل تدفن؟" ؛ قلن: لا؛ فذكره؛ قال ابن الجوزي : جيد الإسناد؛ بخلاف طريق أنس ؛ أي: المشار إليه بقوله: (ع؛ عن أنس ) ؛ قال: اتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - جنازة؛ فإذا بنسوة خلفها؛ فنظر إليهن؛ فذكره؛ ضعفه المنذري؛ وقال الهيتمي: فيه الحارث بن زياد ؛ قال الذهبي : ضعيف؛ وقال الدميري: حديث ضعيف؛ تفرد به ابن ماجه ؛ وفيه إسماعيل بن سليمان الأزرق؛ ضعفوه؛ انتهى؛ وبهذا التقرير انكشف أن رمز المصنف لصحته صحيح في حديث علي؛ لا في حديث أنس ؛ فخذه منقحا؛ ورواه الخطيب من حديث أبي هريرة ؛ وزاد في آخره: " مفتنات للأحياء؛ مؤذيات للأموات" .



الخدمات العلمية